آثار أقدام النبي إبراهيم عليه السلام

آثار أقدام النبي إبراهيم عليه السلام

استُعمل هذا البناء المقبَّب سابقاً لحفظ مقام إبراهيم عليه السلام، الذي ذُكر مرتين في القرآن الكريم (سورة البقرة: الآية 125، وسورة آل عمران: الآية 97)، ووُصف المقام بكونه الموضع الذي يضمّ حجراً قام عليه النبي إبراهيم عليه السلام عند رفع قواعد الكعبة وبنائها حتى غاصت قدماه الشريفتان فيه وبقيت آثارهما فيه. وقد أمر الله تعالى المسلمين أن يتَّخذوا من مقام إبراهيم موضعاً للصلاة. وبعد الطواف حول الكعبة، يقتدي المسلمون بالنبي محمد في أداء ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام. 

كان مقام إبراهيم عليه السلام محل تعظيم وإجلال منذ عهد ما قبل الإسلام، لكنه بقي دون غطاء خارجي. أُضيفت له حماية خارجية لأول مرة عام 161هـ/777-778م بأمر الخليفة العباسي المهدي (حكم بين عامي 158-169هـ/775-785مم)، حيث غُطّي برقائق من الذهب على إثر تآكل وقع للحَجَر. ومنذ ذلك الحين، قام الحكام بترميم الحجر واستبدال أو تجديد غلافه كلما دعت الحاجة. 

أُدخل المقام عام 810هـ/1407م داخل مقصورة منفصلة ذات سقف هرمي، مقسَّمة إلى قسمين: الأول مدعوم بعمودين ويُتَّخَذ كمكانٍ للصلاة، بينما احتوى الآخر في جهة القبلة على المقام، محاطاً بغطاء حديدي تعلوه قبّة. وغُطّي الغلاف الحديدي بكسوة خاصة خلال الفترة اللاحقة. 

أمر جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، بإزالة المقصورة لتخفيف الازدحام في المطاف خلال موسم الحج، ونُفّذ هذا العمل عام 1384هـ/1965م في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله (حكم بين عامي 1384-1395هـ/1964-1975م). صُمِّم غطاءً بلَّوري على شكل قبّة؛ لحماية الحَجَر وتيسير رؤيته، ووُضع فوقه هذا البناء، وهو شبك من الحديد المُذهَّب تُتوِّجه قبّة وهلال. وكُشف عن هذا البناء الجديد في 18 رجب 1387هـ/22 أكتوبر 1967م. وفي عام 1418هـ/1998م، أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (حكم بين عامي 1402-1426هـ/1982-2005م) رحمه الله، بتغيير الغلاف الحديدي إلى آخر من النحاس المطليّ، وهو الغلاف الذي لا يزال متَّخَذاً حتى اليوم.

بطاقة بريدية لمقام إبراهيم عليه السلام خلال عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود.