أحمد ماطر

وُلد عام 1979 في تبوك، ويعيش ويعمل في الرياض، المملكة العربية السعودية

يُعَدّ أحمد ماطر أحد أبرز الأصوات الفنية في المملكة العربية السعودية، حيث تتميَّز أعماله بتوثيق وبحث حقائق الواقع السعودي المعاصر. وفي أعماله البحثية، يسلِّط الضوء على الذكريات الجماعية لرصد وتوثيق التواريخ غير الرسمية عبر التصوير الفوتوغرافي والأفلام والنحت والأعمال التركيبية، بالإضافة إلى عنايته بمواضيع التقاليد والتجديد، والتراث والعولمة، والدين والاقتصاد، ومواكبة العصر. أقام ماطر معارض فردية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية (2018)، ومتحف بروكلين في نيويورك (2017)، ومعهد سميثسونيان في واشنطن العاصمة (2016). كما عرض أعماله في متاحف مرموقة، مثل: غوغنهايم في نيويورك (2016)، ومعهد العالم العربي في باريس (2012)، والمتحف البريطاني في لندن (2012 و2006)، ومتحف موري للفنون في طوكيو (2011). وشارك في فعاليات دولية بارزة، منها: بينالي الشارقة (2007 و2013)، وبينالي كوتشي موزريس (2012)، وبينالي البندقية (2009 و2011)، وبينالي القاهرة (2008).

مغناطيسية

تدلّ كلمة «الكعبة» في أصل إطلاقها اللغوي على الشكل «المكعَّب»، أما في الاصطلاح الشرعي فهي اسم عَلَمٍ على بيت الله تعالى الذي رفع قواعده النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام بأمر من الله تعالى (سورة الحج 26:22-29)، حيث يُشير شكلها البسيط إلى مكانتها المحوريّة. وفي هذا العمل، يتم تدوير مكعَّب مغناطيسي أسود اللون وصغير الحجم في مقابلة جلال الكعبة المعظَّمة، حيث تتحرَّك بحركته آلاف الجُسيمات الحديدية، مشكِّلةً هالةً دائريةً تُحاكي طواف الطائفين حول الكعبة.

تتوزَّع الجُسيمات الحديدية فوق قاعدة بيضاء، ونلاحظ التوازن القائم بين المربَّع الأسود والدائرة البيضاء؛ مما يعكس توتّراً حركيّاً بين الجذب والتنافر كما يشير إليه القرآن الكريم في سورة الرحمن (55: 19 و20). وتوحي الجسيمات الدوّارة بقوى كبرى تتجاوز وجودنا، فتذكِّرنا الجاذبية المغناطيسية للكعبة بمدارات الكواكب أو الإلكترونات، وتربط بين العالم الجزئي والعالم الكلّي. وكما يعبّر أحمد ماطر: «أقترح في عملي المعنوَن «مغناطيسية» أن الكون يعمل في توازنٍ بين قوى متضادّة – بين النور والظلام، والتجاذب والتنافر – جميعها تتناغم في ظل نظام كوني واحد. وعلى غرار الشِّعر، يُعبِّر عملي عن الأمور العامة والشخصية معاً، كاشفاً عن النسيج المتناغم في الخلق».