إبريق

رقيق لدرجة تمرير الضوء

ارتبط اليشب ارتباطاً وثيقاً بالشعوب الأتراكية في آسيا الوسطى منذ القرن الحادي عشر الميلادي، حيث وصفه العلّامة أبو الريحان البيروني (362-439هـ/973-1048م) بأنه “حجر النصر”، الذي استخدمه الأتراكيون لتزيين الأسلحة والدروع. واستمرّ هذا الارتباط العميق بين اليشب والسلطة خلال حكم المغول وورثتهم التيموريين، الذين سيطروا على مساحات شاسعة من إيران وآسيا الوسطى في القرن العاشر الهجري/الخامس عشر الميلادي. ومن الأمثلة على ذلك: هذا الإبريق التيموري الاستثنائي من اليشم الأبيض، والذي يحمل اسم الحاكم التيموري أولوغ بك (حكم بين عامي 850-853هـ/1447-1449م). وقد استُلهم تصميمه من الأباريق المعدنية، حيث يتميّز بجسم كروي وعنق عمودي وحافة مرتفعة حول قاعدة العنق. وتم صنع نموذج آخر بنفس الشكل تماماً، مع ترصيع مكثَّف وتطعيم بالأحجار الكريمة، خصيصاً لمؤسس السلالة الصفوية، الشاه إسماعيل (حكم 907-930هـ/1501-1524م).

تُشير مجموعة من الميزات إلى أن هذا الإبريق يعود لفترة أحدث قليلاً من نماذج اليشب السابقة. فشكله الأكثر طولاً والأقل ارتباطاً بالأباريق المعدنية الكروية يعكس تطوراً فنياً تم توثيقه في خزف إزنيق خلال القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي. ومع ذلك، يعكس المقبض المنحوت بدقة متناهية أن الحرفي كان على معرفة وثيقة بالمشغولات المعدنية. ومن خلال هذه الدقة الاستثنائية في النحت، يُرجّح أنه أُنتج في مركز تصنيع عريق في تاريخ لاحق. وتدعم المقارنة مع معظم أباريق وكؤوس اليشب التيمورية، التي تتشابه في الأشكال المرتبطة بهذا النوع، حيث تتميز جميعها بأجسام منقوشة بسماكة مع تفاصيل مثقوبة ومنشورة تمنح انطباعاً بالخشونة. وفي المقابل، تم نحت جسم هذا الإبريق بدقّة بالغة، مع تفاصيل دقيقة مثل النخلات عند قاعدة المقبض والمنقوشة بإتقان بديع وبراعة لافتة، بينما تتّسم جدرانه الجانبية بالرقة لدرجة أن الضوء يتلألأ من خلالها.

إبريق
إيران أو تركيا أو آسيا الوسطى، 905-957هـ/1500-1550م
يشب النفريت
11.7 × 12.2 سم، الوزن: 436 غ
مجموعة آل ثاني، ATC221