إدارة مسلمي أوزبكستان

أسَّست مكتبة إدارة مسلمي أوزبكستان في طشقند عام 1361هـ/1943م، وشهدت تطوراً ملحوظاً في الفترة الممتدّة بين عامي 1361هـ/1943م و1389هـ/1970م تحت إدارة الناقد الأدبي اللامع نظيرخان علودينوف، الذي ساهم بتوسيع المقتنيات بشكل كبير، ولا سيما عبر التبرّعات من الأفراد. أُنشئت مختبرات متخصصة لترميم المخطوطات وصيانتها عام 1440هـ/2019م؛ مما عزّز جهود حفظ هذا الإرث الثقافي النادر. ومن بين داعميها المفتي إيشان باباخان بن عبد المجيد خان، الذي تبرّع بأكثر من ألف مخطوطة بخط اليد؛ ليُثري بذلك مقتنيات المكتبة التي تضمّ حالياً 3065 مخطوطة، و9216 كتاباً منسوخاً بالطباعة الحجرية، و9511 كتاباً مطبوعاً. ومن نفائس مقتنياتها مصحف شريف نُسخ بأمر من الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالقرن الأول الهجري/السابع الميلادي، ونسخة من «الكشاف» لأبي القاسم الزمخشري بالقرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي، ونسخة من «البحر الموّاج» للقاضي شهاب الدين الدولَتْ آبادي، وصفحات من مصحف «كاتا لانغر» من القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي.

أوراق من مصحف “كاتا لانغر” (سورة المائدة: الآية 113، سورة الأنعام: الآية 19)

كانت النسخة الأصلية من هذه المخطوطة القرآنية تتكون من أكثر من 200 ورقة، لم يتبقَّ منها اليوم سوى أقل من 100 ورقة، وتتضمّن مقتنيات إدارة مسلمي أوزبكستان 12 ورقة من هذا المصحف، تحتوي على كلٍّ من سورة النساء والمائدة والأنعام. ورغم أن هذا المصحف كان يُنسَب في مرحلة ما إلى الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد توصّلت الدراسات الحديثة إلى تأريخه في القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي. تشير تحليلات حديثة، بناءً على عدد الآيات وطريقة نسخ حروف معيّنة وبعض الأساليب الإملائية، إلى أن مصدره قد يكون من البصرة بالعراق. وتتنوّع الروايات حول مساره حتى وصوله إلى قرية كاتا لانغر في أوزبكستان، حيث تم اكتشافه في مطلع القرن الرابع عشر الهجري/العشرين الميلادي.

وبغض النظر عن هذه النقاشات الأكاديمية، يحمل هذا المخطوط بين طيّاته آثار رحلاته الطويلة وتاريخ اقتنائه المتنوّع عبر الزمن. ويبدو أنه في أواخر القرن الثاني – الثالث الهجري/أوائل القرن التاسع الميلادي، أُضيفت علامات زخرفية في نهاية كل آية على شكل دوائر ومثلثات منقَّطة، كما وُضِعَت دوائر سوداء لتحديد مجموعات من عشر آيات، إلى جانب بعض العلامات التشكيلية؛ لتيسير تلاوة النص وتعليمه. وفي مواضع أخرى، كُتبت أسماء السور وأرقام الآيات في الفراغات الفاصلة بين السور. كما تم تزويق النص بزخارف في بعض المواضع، كما يظهر في الورقة 10ب.

شبه الجزيرة العربية أو العراق، مطلع القرن الثاني الهجري/مطلع القرن الثامن الميلادي، الخط الحجازي المتأخر
حبر بني وأحمر وأخضر على رَقّ (جلد الغزال على الأرجح)، 53 × 33 سم
إدارة مسلمي أوزبكستان، 40-A