استديو ايست للهندسة المعمارية – التصميم الفائز

حاز استوديو إيست للهندسة المعمارية جائزة المصلّى المعمارية الافتتاحية لعام 2025، وذلك عن مقترحه المتميز بعنوان “عن النسيج”، الذي طُوِّر بالتعاون مع “أي كي تي 2″ (AKT II)، و”ريان تابت”، و”سويكو”.
استلهم استوديو إيست للهندسة المعمارية فكرته الفائزة من كتابٍ يحمل العنوان نفسه للفنانة الشهيرة في مجال النسيج، “آني ألبرز”. ويعكس التصميم مقاربات نظرية تتناول الحرف اليدوية وما تمتلكه من إمكانات فطرية لخلق مساحات تسودها روح التعايش.
وفي استجابته لمتطلّبات المسابقة، التي دعت إلى تصاميم مبتكرة ومستدامة تركّز بوضوح على حياة المنشأة بعد انتهاء أيام البينالي، نجح استوديو إيست للهندسة المعمارية في تقديم تصميمٍ لمسجد مصلى يمكن تفكيكه وإعادة تركيبه بسهولة، مع تجربة مواد بناء محلية وأساليب إنشائية جديدة.
ومن خلال أبحاثه، اكتشف استوديو إيست للهندسة المعمارية أنَّ المملكة العربية السعودية تعد ثاني أكبر منتج لنخيل التمر في العالم. كما لاحظ الفريق أنَّ الأشجار، بعد انتهاء دورة حياتها الإنتاجية، تُقطع عادةً أو تُحرق أو تُلقى في مكبات النفايات. وقد استغل الفريق هذه الفرصة لتحويل ألياف وسعف تلك الأشجار المهملة، إلى مادة مستدامة تُستخدَم في بناء هيكل المصلى وكسوته النسيجية، مقدّمين بذلك نموذجاً أولياً لمستقبل معماري مستدام في المنطقة.
يتّسم التصميم المزدوج الجوانب بقاعدة تصعد بشكلٍ مدهش وتتناقص سماكتها تدريجياً وهي تمتد نحو السماء، مما يمنحها هيئة تشبه النول، في إشارة إلى التراث الثقافي الملموس وغير الملموس المرتبط بتقاليد النسيج والحرف اليدوية. التصميم مستقل في هيئته، لكنه أيضاً قياسي وقابل للتكييف مع استخدامات متعددة، حيث يجمع بين الوظيفة والزخرفة في آنٍ واحد.
أما ألوان المصلى الخارجية، ذات الطابع الترابي، فتنبض بالحياة في الداخل، حيث تم استخدام أصباغ طبيعية مستخلصة من نباتات محلية وإقليمية، لإضفاء درجات زاهية من الأحمر والأزرق والأخضر والأصفر. ويضفي الفناء المفتوح للمصلى أجواءً مرحبة تدعو الزوار للجلوس أو التجمع أو الصلاة، سواء كانوا فرادى أم جماعات.