تُعدّ الأرقام عنصراً جوهرياً وأصيلاً في الكون، فهي تدفعنا لتوجيه أنظارنا نحو السماء الشاسعة، والأرض المديدة وبواطنها الخفية. وتحمل معرفتنا بالأرقام جانباً غير ملموس ينتقل عبر الأجيال، وآخر ملموساً يتجسَّد بأشكال طبيعية وصناعية.
تبدأ رحلتنا بأقدم أسطرلاب معروف، ويُرجَّح أنه صُنع في بغداد، حيث يجسِّد أداةَ قياس لوصف غير الملموس من الكون كما كان يُنظر إليه في ذلك الزمن. ويستعرض ركن “العلوم والنجوم” الإنجازات العلمية في بلاد الإسلام، من رصد للنجوم والكواكب إلى الابتكارات في الجبر والهندسة. وفي ركن “الإيمان والإحسان”، تعكس الوقوف والمصاحف الكريمة، المنسوخة بالحبر والذهب إما على ورق أو رَقّ، مدى الارتباط العميق بين الأرقام وحياتنا اليومية. أما في ركن “عَبْرَ البَرّ والبحر”، فيتوجّه الاهتمام نحو عالم التجارة والأسواق، والاحتفاء بالابتكارات الفريدة للجغرافيين المسلمين، الذين ما زالت قصص رحلاتهم إلى أقاصي البلاد المروية في النصوص واللوحات تَأسرنا وتُلهمنا حتى اليوم.