الدرع الحامي للأمير

النقش المحفور أعلى اللوح الأمامي الأيمن:
“برسم خزانة أبو الفتح إبراهيم سلطان”

يُعَدّ هذا الدرع، المحفوظ بعناية فائقة، من أندر الدروع الباقية من الحقبة التيمورية، ويُعتبر من دون شك الأبرز بينها. ويحمل النقش في اللوح الأمامي العلوي الأيمن دلالة واضحة على أن هذا الدرع صُنع خصيصاً لإبراهيم سلطان، حفيد الحاكم تيمور (حكم بين عامي 771-807هـ/1370-1405م) وحاكم شيراز في إيران بين عامي 816-838هـ/1414-1434م. إلى جانب أدواره السياسية ومشاركته في عدة حملات عسكرية، كان إبراهيم سلطان راعياً بارزاً لنسخ المخطوطات، واشتهر كخطاط ماهر، إذ يقال أنه نسخ خمسة مصاحف بنفسه، وتولّى كتابة النقوش على مدرستيْن أسّسهما. ويتشابه تصميم الأزهار المزخرَف بالذهب (بتقنية الدَّمْشَقة) على اللوحات المعدنية لهذا الدرع مع رؤوس الصفحات المذهَبة في مصحفيْن نسخهما إبراهيم سلطان، يعود أحدهما لعام 827هـ/1424م، والآخر لعام 834هـ/1430-1431م، مما يُرجِّح أن يكون تاريخ إنتاج الدرع قريباً من تلك الفترة. ولا شكّ أن هذه النقوش تُنسَب إلى دار التصاميم (كتاب خانه) التي كان إبراهيم سلطان، كسائر أمراء التيموريين، يشرف عليها في عاصمته.

يعود استخدام درع الزرد إلى مطلع العهد الإسلامي، حيث كان غالباً ما يُدمَج مع صفائح معدنية أو قرنية أو جلدية تغطّيه. ومع بلوغ القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، اتّخذ الدرع شكلاً جديداً بدمج الزرد مع الصفائح المعدنية، كالطراز الظاهر هنا، وهو أقدم مثال معروف يجمع بين هذين العنصرين، وربما يكون من أُولى القطع التي أبدعتها أيدي الحرفيين التيموريين المختصين في تصنيع الدروع. ورغم أن الأصل الدقيق لهذا النمط المستحدَث من الدروع يبقى غير معروف، إلا أنه لاقى شعبية كبيرة، حيث كان مستعمَلاً في جميع الدروع الأخرى التي وصلتنا من الحواضر الإسلامية الكبرى في العصور الوسطى. يُذكَر أن إبراهيم سلطان شارك في عدد من الحملات العسكرية.