المتحف البحري

أُسِّس المتحف البحري في لشبونة عام 1279هـ/1863م على يد الملك البحّار لويس الأول (حكم بين عامي 1277-1307هـ/1861-1889م) لعرض مقتنيات ترتبط بالنشاط البحري البرتغالي. وعلى مدى ما يزيد عن قرن ونصف من تأسيسه، أضحى المتحف البحري البرتغالي صرحاً راسخاً في صميم الثقافة الوطنية.
تحتوي المقتنيات الأساسية للمتحف على نماذج كانت بحوزة الأسرة الملكية وأكاديمية الحرس البحري الملكية، التي شكّلت اللَّبِنة الأولى للأكاديمية البحرية البرتغالية الحالية. وعند وفاته عام 1367هـ/1948م، وهب المقتني هنريك موفروي دي سايشس مجموعة فاخرة من التحف المتعلّقة بعالم البحار؛ مما أضفى على المتحف بُعداً جديداً، ليصبح متحفاً بحرياً. وشهد عام 1381هـ//1962م انتقال المتحف البحري إلى موقعه الحالي بجوار دير جيرونيموس.
تضمّ مجموعة المتحف البحري ما يزيد على 24 ألف قطعة. ومن أبرز مقتنياته: القوارب الملكية الغنيّة بزخارفها، والطائرة البحرية التي مكّنت ضبّاط البحرية البرتغالية من إنجاز أول عبور جوي للمحيط الأطلسي الجنوبي، إضافةً إلى السفن الحربية والقوارب التقليدية واليخوت الترفيهية. ينوِّه المتحف بأنّ معظم الأدوات الملاحية التي استُخدمت في القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي تستند إلى آلات إسلامية، بما في ذلك الأسطرلاب البحري والخرائط الملاحية والشراع المثلَّث للسفن الشراعية. وينضمّ المتحف البحري إلى «المدار» لعرض أسطرلابات وخرائط الملاحة في المحيط الهندي.

الأسطرلاب البحري «ساو جولياو دا بارا الثالث»

يُعَدّ الأسطرلاب البحري تعديلاً برتغالياً جرى تطويره في أواخر القرن التاسع أو أوائل القرن العاشر الهجري/القرن الخامس عشر أو السادس عشر الميلادي، وأتاح للبحارة تحديد مواقعهم على خطوط العرض دون الحاجة إلى رؤية اليابسة؛ مما جعله أداةً أساسيةً للإبحار بين شمال المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي. يُطلَق على هذا الأسطرلاب الاستثنائي، اسم «ساو جوليانو الثالث»؛ نسبةً إلى الموضع الذي فُقد فيه أثر سفينة «نوسا سينيورا دوس مارتيرس» (ماري، سيدة الشهداء) عند مصبّ نهر تاجُه. وبعد أن قطعت السفينة ومن عليها رحلة دامت ما يقرب من عامين، غرقت مع اقترابها من سواحل لشبونة. نُقِشَ على الأسطرلاب تاريخ 1013هـ/1605م الذي يوثِّق مغادرة السفينة لشبونة وتوجُّهها إلى الهند. وقد نجا الأسطرلاب في حالة شبه مثالية بفضل استقراره تحت مدفع حديدي؛ مما وفّر له حماية من التآكل. وتُعدّ تيارات المياه القوية والرياح والمياه الضحلة المحيطة بحصن ساو جولياو دا بارا من أكثر الممرات المائية صعوبةً للإبحار بسبب تحرّك التربة. وقد أُجريت حملة استكشافية على مدى ثلاث سنوات لدراسة بقايا السفينة بين عامي 1414-1417هـ/1994-م)؛ لتكون مهمة التنقيب العلمي الوحيدة التي جرت على سفينة برتغالية من خط البرتغال-الهند.

صنعه: فرانسيسكو دي غوس رابوسو
عُثِرَ عليه في حطام السفينة «نوسا سينيورا دوس مارتيرس»
البرتغال، 1013هـ/1605م
برونز، القُطر: 17.4 سم
وزارة الثقافة – دائرة التراث الثقافي، IP، MM.04619