ببغاء

طائر مرصّع بالجواهر

ارتبطت الطيور ارتباطاً وثيقاً بالمَلَكية في بلاط المغول وفي الدول التي تلَتْها، مثل: حيدر آباد وعوض. وبالإضافة إلى الملائكة والسيمرغ الأسطوري ذي الأجنحة، كانت الطيور جزءاً أصيلاً من الرموز التقليدية للحكم، واستُعملت لتزيين القصور والعمارة الإمبراطورية، وربما تشير هذه الرموز إلى معنى الحماية التي تحيط بالحاكم. ورغم تباين الروايات حول عرش شاه جهان الأسطوري، المعروف بعرش الطاووس، إلا أنه يظهر في اللوحات بزخرفة مكوّنة من طاووسين مرصّعين بالجواهر والمينا في مظلَّة العرش، مع أحجار اللعل المتدلّية من مناقيرهما. وعلى نهج هذا النموذج الإمبراطوري، قام الحاكم اللاحق، تيبو سلطان من ميسور، بتشييد عرش يتوِّج مظلته طائر الهوما.

يُعَدّ الببّغاء المعروض هنا من الرموز النادرة للبلاط الملكي. وكان هذا الطائر جزءاً من مجموعة ملكية تعود إلى حكام حيدر آباد، حيث كان يوضع حول العرش خلال مراسم “الدربار”. يجمع العمل بين الألماس والياقوت وأحجار الزمرّد المقطوعة بعناية، إلى جانب المينا الخضراء اللامعة. واستُخدمَت في صنعه تقنية الكندان التي تعتمد على تثبيت الأحجار الصلبة بطبقات رقيقة من الذهب النقي تحت الضغط، من دون استخدام الحرارة، مما يجعله تحفة فنية رائعة من فنون المجوهرات في البلاطات الهندية.

كانت الطيور الذهبية المرصَّعة بأحجار كريمة تُعتبَر هدايا ملكية ذات أهمية استثنائية. وقد ذكر الإمبراطور المغولي جهانكير في مذكراته أنه تلقّى طائراً مرصَّعاً بالجواهر كهدية عام 1021هـ/1612-1613م. استمر وجود مثل هذه القطع الفريدة ضمن المقتنيات الملكية الهندية حتى القرن المنصرم، حيث أبهرت كل من رآها. وأثناء زيارتها لمهراجا جايبور خلال رحلاتها في الهند، أشارت روزيتا فوربس إلى مشاهدتها طائراً ذهبيّاً مرصَّعاً بالياقوت: “كان طوله حوالي ست عشرة بوصة، وكان ثقيلاً لدرجة أنني لم أستطع رفعه من رف المدفأة. لم أرَ في حياتي شيئاً بهذا الاحمرار. كانت الأحجار تتلألأ بضوء قرمزي قوي”.

ببغاء
حيدر أباد، الهند، 1188-1240هـ/1775-1825م
ذهب، لَك، مينا، ألماس، ياقوت، زمرد
20.1 × 9.5 × 22.6 سم
مجموعة آل ثاني، ATC123