المنورة
حين هاجر النبي محمد ﷺ من مكة المكرمة إلى يثرب، وجد فيها ملاذاً ووطناً، هذه المدينة، التي باتت تُعرف لاحقاً باسم المدينة المنورة، يشعُر كلُّ من زارها بالانتماء لها، وتغمُر وجدانَه السكينة والطمأنينة في رحابها.
تبعث رؤية القبة الخضراء لأول مرة لدى الكثيرين تأثُّراً عاطفيّاً عميقاً. هذه القبّة، التي تظلِّل قبر الرسول ﷺ،
لم تُطلَ باللون الأخضر إلا عام 1253هـ/1837م، ومنذ ذلك الحين أصبح اللون الأخضر رمزاً للمدينة المنوّرة، كما يظهر ذلك في الستائر المخملية الخضراء المعلَّقة في الروضة الشريفة، والتي أضفَت تبايناً جماليّاً مع الواجهة المعدنية للحجرة الشريفة.
أما شذا البخور والطيب فهما مرتبطان بوجدان زوّار المسجد النبوي الشريف ارتباطاً وثيقاً، إذ وُصفت الحجرة الشريفة في أواخر القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي بأنها معطَّرة، وفي حين كانت شموعها معطَّرة إلّا أن منفعتها الأساسية كانت في إنارة المسجد؛ ليتمكّن المصلّون من تلاوة القرآن الكريم الحديث حتى ساعة متأخرة من الليل. ويصبح المسجد مكاناً يتفاعل فيه الحس والمعنى معاً.
عندما نتحدّث عن المدينة المنوّرة، يكون النور مجسَّداً في جميع جوانبها، يُنير قلوب المؤمنين والمحبّين أينما كانوا. وتَظهر هنا قصيدة منقوشة منذ القرن الحادي عشر الميلادي/ السابع عشر الميلادي على إحدى القطع المعروضة تتغنّى بذكر نسيم الفجر العليل القادم من المدينة المنوّرة، الممزوج بالنور المحمّل بالسكينة والدفء مع انبلاج الفجر ليرفع أستار الليل البارد.
بلاطة تصوِّر المدينة المنورة
يُرجَّح أنها من كوتاهية أو إزنيق، تركيا
أواخر القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي
خزف ملوّن تحت طبقة التزجيج
البلاطة الأولى: 29.3 × 29 × 1.5 سم
البلاطة الثانية: 29 × 29 × 1.6 سم
دار الآثار الإسلامية، مجموعة الصباح، مدينة الكويت
LNS 508 C وLNS 509 C