حجر مَلِك مصنوع للبلاط
نُحِت حجر الشطرنج الكبير الحجم هذا، والذي يُجسّد الملك، من كتلة واحدة من البلّور الصخري. نشأت لعبة الشطرنج في الهند خلال عهد سلالة غوبتا، ومنها شقَّت طريقها إلى إيران الساسانية، قبل أن تنتقل إلى العالم الإسلامي. وتعود أولى الوثائق العربية عن الشطرنج إلى القرن التاسع الميلادي، واشتُق اسم اللعبة باللغة العربية “الشطرنج” من الفارسية الوسطى “شَترَنج”، التي تعود بدورها إلى السنسكريتية “تشاتورانغا”، والتي تعني حرفياً “الأجزاء الأربعة”، في إشارة إلى وحدات الجيش الهندي القديم: المشاة والفرسان والأفيال والعربات.
اكتسبت قطع الشطرنج طابعاً تجريدياً في الشكل والتزيين في عصور الإسلام الأولى. فقد كانت تصاميم أحجار الملك القديمة تُظهره جالساً على عرش مزخرَف أو ممتطياً فيلاً. لكن بحلول عهد الفاطميين (358-566هـ/969-1171م)، تطوّر الشكل المزدوج المقوس للبلّور الصخري ليُصبح النمط السائد في تصوير الملك. وربما يعكس الشكل الرأس والجذع والركبتين البارزتين لملك يعتلي عرشه، أو الرأس والجذع لملك خلف رأس كبير لقاعدة تأخذ شكل فيل.
يأتي استخدام المواد الفاخرة، كالبلّور الصخري والعاج، في صناعة أحجار الشطرنج ليعكس مكانة هذه اللعبة بين النخبة في مجتمع الفاطميين. وكان البلّور الصخري مادة نادرة، تُستورد غالباً من مدغشقر، ويُنحت بمهارة فائقة على أيدي حرفيّي البلاط الفاطمي في القاهرة. ورغم أن الحاكم الفاطمي، الحاكم بأمر الله، حظر ممارسة لعبة الشطرنج عام 395هـ/1005م وأمر بإحراق جميع مجموعاتها، فإن هذا القرار لم يُنفَّذ بالكامل، ووصلتنا بعض أحجار الشطرنج من تلك الفترة. وعند نهب خزائن الفاطميين في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، وُجدت قطع شطرنج مصنوعة من أحجار كريمة ومعادن نفيسة وعاج وأبنوس، فضلاً عن ألواح لعب منسوجة بخيوط الذهب.
حجر شطرنج
القاهرة، مصر، 364-441هـ/975-1050م
بلّور صخري
5.8 × 5 سم
مجموعة آل ثاني، ATC936