حماية ملكية مملوكية

حماية ملكية مملوكية

النقوش (على اللوحات الأمامية):
“برسم المقر الاشرف العالی / المولوی الامیری السیفی … / نائب السلطنة الشريفة الملكى / الاشرفى اعز انصاره”

النقوش (على اللوحات الخلفية):
“[والله] / من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد / في لوح محفوظ”
سورة البروج (الآيات 20-22)

يُعَدّ هذا الدرع المهيب تحفة أُنجزت خصيصاً للسلطان المملوكي الأشرف إينال (حكم 857-865هـ/1453-1461م)، إلا أن الألقاب المنقوشة عليه تدلّ على أنه صُنع قبل أن يتبوأ سُدّة الحكم. ويُعدّ هذا الدرع واحداً من ثلاث قطع نادرة باقية من دروع السلاطين المماليك، حيث أُعدّت القطعتان الأخريان للسلطان قايتباي الذي استلم مقاليد الأمور في مرحلة لاحقة (حكم 872-901هـ/1468-1496م). وتدلّ الجودة الفائقة لهذا الدرع على مكانة صاحبه.

ومع حلول القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، تطوّرت دروع الزرد والألواح ليتم دمجها في تصميمٍ يحقّق المرونة والحماية معاً. ويشير حجم هذا الدرع إلى أن السلطان إينال كان فارع الطول؛ إذ يبلغ طوله نحو مترين. وتُظهِر آثار التآكل الموضعي على بعض الألواح أن الدرع قد استُخدم أثناء ركوب الخيل، وأن السلطان كان يستعين بيده اليمنى. أما زخارف الألواح، فقد نُفِّذت بدقة متناهية عبر تقنية نادرة في الصناعات المعدنية المملوكية، حيث طُرقت الفضة والذهب على سطح خشن قليلاً؛ ليُضفي على الدرع لمسة متألّقة تُخفِّف من حدّة الفولاذ الصلب.

كغيره من المماليك، تم شراء السلطان إينال كعبد، ثم بيعَ إلى السلطان الظاهر برقوق (حكم من دون انقطاع بين عامي 783-801هـ/1382-1399م) الذي تولّى رعايته، وغرس فيه تعاليم الإسلام وفنون الحرب. وقد خدم إينال فيما بعد كحاكمٍ لعددٍ من الولايات، وبفضل ما حقَّقه من نجاحات عسكرية؛ ارتقى ليغدو قائداً عاماً للجيوش. ونظراً لعدم الإشارة إلى هذه الرتبة النهائية في النقوش المنقوشة على الدرع؛ يُرجَّح أن الدرع صُنع قبل تعيينه قائداً عاماً سنة 839هـ/1446م، وبعد أن تولّى أولى ولاياته سنة 831هـ/1428م. وتوحي آثار التآكل الظاهرة على الألواح الأمامية بأن هذا الدرع قد صاحَبَ إينال في إحدى حملاته العسكرية المتعدّدة.

حماية ملكية مملوكية
درع من الزرد والألواح المعدنية
يحمل شعار وألقاب الأشرف إينال
القاهرة، مصر، 831-849هـ/1428-1446م
فولاذ، ذهب، فضة، الارتفاع 99 سم
مؤسسة الفروسية للفنون، R-749