خنجر محارِب صليبي

خنجر محارِب صليبي

النقش:
“العزّ الدائم والإقبال الزائد”

يُمثّل هذا الخنجر بغِمده أحد مقتنيات حقبة الحروب الصليبية التي شهدت صراعاً بين القوى المسيحية والإسلامية، ولكنه يقدِّم دليلاً بليغاً على التبادل الفني الوثيق بين الطرفيْن المتحاربيْن؛ إذ يُبرِز الخنجر، من حيث صناعته وتكوينه وتفاصيل زينته ونقوشه، طبيعة الحدود الدينية والسياسية المتداخلة في تلك الحقبة. فهو سلاحٌ يجسِّد منذ مرحلة تصنيعه تداخل التأثيرات المختلفة، وتعززت مكانته التاريخية باكتشافه خارج أسوار قلعة عكّا في فلسطين، التي كانت مرفأً ومركزاً تجارياً بارزاً للصليبيّين، وهو ما يؤكّد أن تاريخ تصنيعه يعود لتلك الحقبة.

تُضفي الفضة والنِلّ (خليط معدني أسود اللون) المستخدمان في زخرفة الخنجر بصمة الحِرفية المسيحية، كما يتجلَّى ذلك بوضوح في تصميم المقبض. أما الواقيتان اللتان تفصلان المقبض عن النصل، فقد صُمِّمتا بأسلوب إسلاميّ متقن على هيئة رأس تنّين، ويأتي النصل نفسه بانحناءة خفيفة تتناغم مع الطراز الإسلامي. ويزدان الجزء السفلي من غِمد الخنجر بزخارف حيوانية تصوِّر حيوانات ضمن مشهد صيد ومعارك بينها، بينما نرى في الجزء العلوي فارساً يمتطي حصاناً وهو يطعن تنّيناً بين قدميْ حصانه. وقد كان الفارس قاتل التنّين رمزاً مشتركاً بين المسيحيين والمسلمين في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط خلال العصور الوسطى، لكنه يظهر هنا كقدِّيس مسيحي مكلَّل بهالة نورانية. أما السمات الإسلامية للخنجر فتتجلّى في نقش يزيِّن الجزء العلوي، ويظهر بخط متصل الحروف وعبارات ترتبط بالأعمال التي تعود إلى سوريا والمناطق المتاخمة لها خلال القرنين السادس والسابع الهجريين/الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.

خنجر محارِب صليبي
خنجر مع غمد
فلسطين أو سوريا، القرن السادس – السابع الهجريان/الثاني عشر – الثالث عشر الميلاديان
فضة، نِل، فولاذ، الطول: 38.5 سم
مؤسسة الفروسية للفنون، R937