سبعة أعمدة من المسجد الحرام بمكة المكرمة

تعود هذه الأعمدة إلى العصر العباسي، وقد كانت تشكّل جزءاً من الأروقة التي كانت تُحيط بالمطاف في الساحة التي تضمّ الكعبة المشرفة داخل المسجد الحرام. بقيت هذه الأعمدة شامخةً لأكثر من 1200 عام في هذا بيت الله الحرام، لتبقى شاهدةً على عصور من الإيمان وحجّاج يتوافدون إلى المكان المبارك.

يُنسَب بناء الأروقة الأولى حول الكعبة إلى ثالث الخلفاء الراشدين، عثمان بن عفان رضي الله عنه (حكم 23-35ه/644-656م). ويُرجَّح أن هذه الأعمدة المعروضة تعود إلى توسعتين مهمتين للحرم أمر بهما الخليفة العباسي المهدي (حكم 158-169هـ/775-785م).

وفي تلك التوسعات، أمر المهدي بنقل أعمدة رخامية برّاً وبحراً من مصر والشام إلى ميناء الشُّعَيبة قرب جدة؛ لتُنقل بعد ذلك إلى مكة المكرمة على عربات. ورغم وفاته قبل استكمال المشروع، أكمل خليفته الهادي (حكم 169-170هـ/785-786م) العمل خلال فترة حكمه القصيرة.

خضعت الأروقة لعمليات ترميم في عهد السلطان المملوكي الناصر فرج (حكم 801-815هـ/1399-1412م) في 803هـ/1400-1401م، حيث أضاف تيجاناً رخامية ورَبَطَ الأعمدة بالأقواس. واستمرَّ استخدام هذه الأعمدة في الترميمات اللاحقة، بما في ذلك الترميمات البارزة التي تمّت في عهد السلطان العثماني سليم الثاني (حكم 974-982هـ/1566-1574م) سنة 979هـ/1571-572م.

أعمدة من المسجد الحرام 
الحرم الشريف في مكة المكرمة
عهد الخليفة العباسي المهدي (حكم 158-169هـ/775-785م)
رخام بروكونيزي
مدى الارتفاع: 285-344 سم، مدى القطر: 41-46 سم
وزارة المالية، المملكة العربية السعودية