تقف الكعبة المشرّفة، البناء الحجري المكعَّب ذو السطح المستوي، شامخةً في قلب صحن المسجد الحرام بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. وتُعَدّ الكعبة أقدس موقع في الإسلام، وهي قبلة المسلمين في صلاتهم أينما كانوا. وتُكسى الكعبة سنوياً بكسوةٍ جديدة، في تقليد متوارث يمتد لقرونٍ عديدة. فمنذ عام 660هـ/ 1261م، صُنِعَت منسوجات الكسوة في مصنعٍ خاصٍ بالقاهرة، عاصمة المماليك آنذاك، ومع مرور الوقت توسع هذا التقليد، ليشمل ستارة مزخرفة تُعرَف بالستارة، وتستخدم لتغطية وإبراز باب الكعبة. واستمر إنتاج الجزء الرئيسي من الكسوة في القاهرة حتى القرن العشرين، وقد وثّقت مواكب الاحتفال المهيبة التي رافقت انتقال الكسوة السنوي إلى مكة في كتابات زوار المدينة.
حافظ تصميم هذه الستائر على ثباته عبر الزمن، رغم تغيّر بعض التفاصيل والمواد المستخدمة فيه. ويتميز هذا النموذج بفخامته، حيث يُستخدَم سلكٌ فضيٌّ مذهَّب بكثرة لتغطية مساحات كبيرة. وتُعَدّ الآيات القرآنية العنصر الرئيس للزخرفة، ولا تزال بعض التفاصيل، مثل النقوش الشعاعية داخل الدوائر على أرضية برتقالية، تستحضر روح التصاميم المملوكية. وعند استبدال الكسوة في نهاية كل عام، كان يتم إرسال النسخة القديمة إلى إسطنبول، حيث تُقطَّع أحياناً وتُهدى كقطع تذكارية لكبار الشخصيات. ومع ذلك، تظلّ أكبر مجموعة من منسوجات الكسوة محفوظة اليوم في متحف قصر طوب قابي في إسطنبول.
تتضمّن معلومات التكليف نقشاً على الدائرة المزخرفة ذات الأرضية الخضراء، الواقعة فوق الشق السفلي المدبَّب الذي كان يخفي باب الكعبة عند تثبيت الستارة. في منتصف السطر الثالث يظهر اسم السلطان محمود خان، ابن السلطان عبدالحميد خان، وفي أسفل النقش يظهر تاريخ 1225هـ، الموافق عامي 1810 و1811م.
ستارة باب الكعبة
من الكعبة المشرفة بمكة المكرمة
القاهرة، مصر، 1225هـ/1810-1811م
حرير، سِلك فضي، 552 × 272 سم
مجموعة آل ثاني، ATC639