سيف مع لعبة

غالباً ما تميّزت السيوف في هذه الحقبة بمقبضٍ كبيرٍ ينتهي بنُفيحَة دائرية؛ لمعادلة الوزن، تماماً كما في هذا المثال النادر، حيث صُنع المقبض والنُّفيحة من العاج. ويشابه تصميم هذا المقبض مجموعة من أحجار الألعاب (قطع الطاولة) التي يُعتقد أنها صُنعت في شمال غرب أوروبا خلال القرنين السادس والسابع الهجريين/الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين. ويتطابق الإطار المحيط بالواقيتين والمقبض، وكذلك النُّفَيحة، مع الإطار المستخدم في العديد من أحجار الطاولة المنسوبة إلى “ورشة العاج المثقوب” من مدينة كولونيا. وتُعرض المجموعة الأبرز من هذه القطع في المتحف البريطاني، حيث تتزيَّن بدوائر تملؤها حيوانات على كلا الجانبين، كما هو الحال هنا؛ مما يوحي بأن راعي السيف كان يملك قطعة طاولة فريدة، ألهمته ليطلب دمج شكلها في مقبض سيفه الجديد. يُعزّز تصميم الواقيتين أيضاً فرضية الأصل الألماني لهذا السيف، حيث يظهر تصميم مشابه في إبريق نحاسي يُعتقد أنه يجسّد إدموند كروشباك، دوق لانكستر وملك صقلية، ويُنسَب إلى مدينة هيلدسهايم حوالي عام 1300 ميلادي.

يأتي هذا السيف بطول أقصر من المعتاد في تلك الفترة، حيث يتراوح طول السيوف الأخرى من الحقبة ذاتها بين 80 و110 سنتيمتراً، ومن المحتمل أنه قد تم تقصيره.

رغم أن الأصل الألماني للسيف هو الأرجح، إلا أن هناك صلات تربطه بصقلية والعالم الإسلامي. فمن المعتقَد أن ألعاب الطاولة والنرد (كسابقتها لعبة الداما) انتقلت إلى أوروبا من العالم الإسلامي. وفي نفس فترة تصنيع هذا السيف، كان فريدريك الثاني هوهنشتاوفن (حكم بين عامي 1197-1250م) حاكماً لألمانيا وإيطاليا وصقلية وملكاً اسمياً للقدس (بيت المقدس)، وقائداً للحملة الصليبية السادسة التي استولت على القدس. وعند فتح تابوته في القرن الثامن عشر، كُشف النقاب عن أنه كان يرتدي قميصاً داخلياً مزيَّناً بإطار يحمل نقوشاً بألقابه الملكية العربية بخط الثُّلُث.