صفحة مخطوطة من قرآن طشقند

صفحة من مخطوطة قرآنية كبيرة الحجم

تنتسب هذه الورقة النفيسة إلى المخطوطة القرآنية الضخمة المعروفة بـ”مصحف طشقند”، نسبةً إلى المدينة الأوزبكية التي تحتفظ بأكبر أجزائها المتبقية. ويُرجَّح أن هذه المخطوطة نُسخت في قلب الأراضي العربية خلال القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي، ثم انتقلت إلى آسيا الوسطى في فترة لاحقة من العصور الوسطى. يُعَدّ هذا المصحف من أقدم المخطوطات القرآنية الباقية، ونُسخ بخط كوفي قديم، ويتميّز بحجمه الفريد، إذ اتُّخذت لإعداده أوراق ضخمة من جلود الحيوانات، التي كانت مادة ثمينة للغاية في ذلك العصر. وبالنظر إلى قِدَمها وحجمها الكبير، تُعتبر هذه من أهم المخطوطات القرآنية التي وصلتنا.

كان للمكانة المرموقة التي حظي بها القرآن الكريم في الإسلام أثر بالغ في رفع شأن الكتابة إلى مصافّ الفنون الرفيعة في فجر الإسلام. وتجلّى هذا الفن العظيم بأبهى صورة في النقوش المعمارية، والعملات المعدنية، والمخطوطات القرآنية. وفي أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجريين/أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الميلاديين، تحوّلت الأحرف التي استخدمتها الأجيال السابقة إلى خط زخرفي رسمي يُعرف اليوم بالخط الكوفي، الذي يتّسم بالعظمة وجمال الزخرفة البديعة.

ورغم أن الروايات القديمة أشارت إلى أن هذه المخطوطة نُسخت بتكليف من الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه (حكم بين عامي 23-36هـ/644-656م)، فإن الأبحاث الحديثة تُرجّح أن مصحف طشقند يعود إلى العهد الأموي أو أوائل العهد العباسي. وبغض النظر عن التاريخ الدقيق له، فإن المخطوطة التي أُخذت منها هذه الصفحة تضمّنت أيضاً ثناءً على الخليفة والسلالة التي كلَّفت بنسخها وقامت بعرضها في أحد المساجد الكبرى. وبذلك، يمكن اعتبار هذه المخطوطة القرآنية مظهراً لانتشار الإسلام وقوّته.

صفحة مخطوطة من قرآن طشقند
الشرق الأدنى، ربما سوريا، القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي
رق، حبر، أصباغ كتيمة
55.8 × 70 سم
مجموعة آل ثاني، ATC673