طبق صيني حظي بمكانة خاصة لدى أميرة فارسية وإمبراطور هندي
بعض أبهى الخزفيات الزرقاء والبيضاء التي أُنتجت على الإطلاق هي تلك التي خرجت من أفران الإمبراطورية الصينية في جينغدتشن خلال عهد أسرة مينغ (769-1053هـ/1368-1644م)، ولا سيما في عهد الإمبراطور يونغلي (حكم 805-828هـ/1403-1425م). كانت هذه التحف الخزفية الثمينة محط إعجاب خاص، حيث تم الاتجار بها أو تقديمها كهدايا دبلوماسية إلى حكام العالم الإسلامي. ومن بين هذه التحف النفيسة، تبرز الأطباق المزيّنة بجذع واحد تتفرّع منه ثلاثة عناقيد عنب، والتي كانت مصدر إلهام لفناني الخزف العثمانيين والصفويين، وحظيت بتقدير عالٍ في بلاط المغول. وقد جمعت السلالة الصفوية أحد عشر طبقاً من هذا النوع ضمن مقتنياتها الفاخرة، فيما تُحفَظ نماذج أخرى في قصر طوب قابي بإسطنبول.
تكشف النقوش المحفورة على ظهر هذا الطبق عن أصله وتاريخه. وتُشير أولى النقوش إلى أنه كان ملكاً للأميرة الصفوية ماهين بانو بيجوم (925-969هـ/1519-1562م)، التي لم تكن مجرّد شقيقة الحاكم الفارسي شاه طهماسب (حكم 930-984هـ/1524-1576م)، بل كانت أيضاً شخصية مرموقة في عالم الثقافة والأدب، وخطاطة بارعة، يستشيرها شقيقها في المسائل الهامة. وبعد وفاة ماهين بانو، تم التبرع بمعظم مجموعاتها من المجوهرات والخزف الصيني. وبعد حوالي قرن، اقتنى هذا الطبق الإمبراطور المغولي شاه جهان (حكم 1037-1068هـ/1628-1658م)، حيث يظهر نقش آخر على قاعدته يحمل اسمه وتاريخ 1053هـ/1643-1644م.
طبق ماهين بانو
جينغدتشن، الصين، 805-828هـ/1403-1425م
نقش صيني، 1148-1210هـ/1735-1799م
خزف مزجج
القُطر: 43.2 سم
مجموعة آل ثاني، ATC607