طبق يحتفي بنهر النيل
يُعَدّ هذا الطبق البديع من أندر المشغولات المعدنية الفاخرة التي وصلتنا منذ صدر الإسلام، ويعكس تصميمه استمرار التأثيرات الرومانية والعصور القديمة المتأخرثة. يُرجَّح أن هذا الطبق هو أقدم مثال معروف للمشغولات المعدنية المُطعَّمة في العالم الإسلامي. وبالنظر إلى ما ينطوي عليه من مزج في الأساليب، يبدو أنه يعود إلى عهد الأمويين الذين اتخذوا من سوريا مركزاً لهم (40-132هـ /661-750م)، وتأثروا بشكل كبير بالتراثيْن الروماني والبيزنطي في المنطقة، ودمجوهما مع الأنماط الساسانية وما قبل الإسلامية؛ ليصوغوا من هذا المزيج هوية فنية خاصة بها. تتشابه الزخارف التي تزيّن الطبق مع ما يظهر في “القصور الصحراوية” الأموية، ويشير وزنه الثقيل إلى أنه كان مخصصاً للعرض في الأوساط الملكية، وليس للاستعمال اليومي كأداة مائدة.
تَظهر في مركز الطبق أربعة قوارب تذكّر بالقوارب المصوّرة على الأوعية الفضية الرومانية والبيزنطية التي ترمز إلى نهر النيل، فيما تعزّز الأسماك والبط والتماسيح وحيوانات أخرى التي تزيّن الحواف هذا التأثير بوضوح. لا يشتمل أي وعاء وصلنا منذ صدر الإسلام على مثل هذا التداخُل في أسلوب التزيين والتنوّع في مواد التطعيم، وتعدّد الألوان المستعملة في التطعيم هو أسلوب غير مسبوق في المشغولات المعدنية الإسلامية. والجدير بالذكر أنه لم يُعثَر سوى على طبق واحد مشابه، في قيسارية، يعود إلى ما قبل ظهور الإسلام (القرن الرابع الميلادي)، من الفترة البيزنطية بفلسطين، ويتميّز بتعدّد ألوان الأشكال الظاهرة عليه والمُطعَّمة باستخدام سبائك نحاسية مختلفة. ورغم أن استخدام تطعيم النحاس كان شائعاً في العديد من الأوعية التي تعود إلى صدر الإسلام، إلا أن التطعيم بالفضة نادر للغاية. وقد أثبتت الاختبارات على هذا الطبق أن التطعيم الأسود تم باستخدام حديد غير مغناطيسي، وهي تقنية غير معروفة في أي وعاء إسلامي آخر عبر العصور.
طبق
سوريا أو فلسطين، القرنان الأول – الثاني الهجريان/السابع – الثامن الميلاديان
نحاس أصفر، نحاس، فضة، وحديد
الارتفاع: 6.5، القُطر 55.4 سم
مجموعة آل ثاني، ATC635