تتَّسم التجريدات الهندسية لمهدي مطشر بالانفتاح والتجزئة، حيث تتجسَّد ممارسته الفنية عند نقطة التقاء التقاليد الغربية بالفن الإسلامي. يستلهم أعماله من الفن البصري والتقليلي، إضافةً إلى الأنماط المعقّدة في الفن والعمارة الإسلامية. تخرَّج مطشر من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1966، وعمل كمدرّس لمادة الفنون في جدة لمدة عام دراسي. ثم أكمل دراسته في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس عام 1970، كما عمل كأستاذ في المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية في باريس، حيث درَّس منذ عام 1974 حتى 2008. عُرِضَت أعماله في العديد من المعارض البارزة، مثل: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة (2023)، وبينالي ليون السادس عشر (2022)، ومركز جميل للفنون في دبي (2019). حصل مطشر على جائزة جميل 5 من متحف فيكتوريا وألبرت في لندن عام 2018.
عضادة
«عضادة » هو عمل تركيبي تفاعلي متاح للسير عليه، يستعير مقوماته من عناصر الأسطرلاب الشكلية والفلسفية. الأسطرلاب أداة علمية دقيقة تعمل على حساب إحداثيات الأجرام السماوية والخطط المستوية المعقدة للكون؛ للاسترشاد بها في الملاحة وغيرها من المنافع البشرية. وهو في الأصل اختراع يوناني، تم تطويره على يد العلماء المسلمين، وأتاح للمسافرين القدرة على عبور اليابسة والبحر بتحديد مواقعهم بالنسبة لمكة المكرمة، النقطة الجغرافية المحورية. هذا العمل التركيبي للفنان مهدي مطشر يهتم بتحديد الاتجاه والنقاط الأساسية والزوايا والخطوط المقسَّمة الزمانية والمكانية التي تتحدّد من خلال الأسطرلاب.
وقد استُلهِمَ السطح الأرضي لهذا العمل من «التيمبانون»، التي كانت تُستخدَم لتحديد القياسات الجغرافية والزمنية، مثل: الشهر والسنة واليوم والدرجات. ويرتبط بهذا السطح هيكل شبيه بالجدار، يتألّف من شكلين متماثلين، ينحني كل منهما بزاوية 23.5 درجة، وهي الزاوية المستخدمة في الأسطرلاب لتحديد ميل الأرض على محورها الشمالي الجنوبي. ويمتدُّ هذا العمل التركيبي عبر القطر بالكامل، وهو بمثابة تكريس للـ«عضادة»، اللوحة الدوارة التي تمكِّن المستخدم من تحديد موقعه بالنسبة للمسافات البعيدة. ويطرح عمل «عضادة» فرصةً للزوار لاستكشاف التجربة الحسية لتحديد الاتجاهات، من خلال التنقّل عبر العمل التركيبي.
2025
خشب، تطعيم نحاسي، فولاذ كورتن، معدن مغلّف بالبودرة،
2.25 م الارتفاع، 11.50 م قُطر