قدح

قدح إمبراطور

نُحِتَ هذا القدح البديع من يشب باهت اللون على شكل ثمرة قرع مقسومة، بينما صُمِّم مقبضه على هيئة رأس وعل تتلألأ عيناه بياقوت مرصّع باستخدام تقنية الكُندان التي تعتمد على تثبيت الأحجار الصلبة بطبقات رقيقة من الذهب النقي تحت الضغط من دون استخدام الحرارة. أما جدرانه الجانبية فهي بالغة الرقة، بينما زُيِّن الجانب الخارجي بزخارف مستوحاة من أوراق الأقنثا، فيما صِيغَت قاعدته على شكل زهرة لوتس متفتّحة. وبفضل حجمه الصغير والنحت المتقن، تحوَّل هذا القدح إلى تحفة فنية نفيسة من اليشب المغولي.  

نُقِشَت داخل القدح قصيدة من خمسة أبيات بمَحارِف صينية، وهي واحدة من قصائد الإمبراطور تشيانلونغ (حكم 1148-1209هـ/1736-1795م)، الذي عُرِفَ بغزارة إنتاجه الشعري، إذ يُعَدّ أكثر الشعراء إنتاجاً في التاريخ الصيني، حيث نَظَم أكثر من 42 ألف بيت شعر خلال حياته. وكثيراً ما نُقِشَت قصائده على الأوعية الملكية المصنوعة من اليشب من الجهتين الداخلية والخارجية. وقد اشتهر هذا الإمبراطور بجمع هذه الأوعية ضمن مقتنياته، ولا تزال العديد من تلك الكنوز محفوظة في عهدة القصر الإمبراطوري في بكّين. ومن بين الأوعية الأخرى التي تحمل قصائد تشيانلونغ، طبقان من اليشب الأخضر المزرقّ أُهديا إلى الصين عام 1181هـ/1768م، بالإضافة إلى قدح مشابه على شكل ثمرة قرع أصبح في عهدة الأسرة الإمبراطورية الصينية عام 1186هـ/1773م. ورغم أن القصيدة الصينية تعود إلى القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي، إلا أن روعة النحت وتفاصيل هذا القدح تُرجِّح أنه يعود إلى القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي.

تتضمن القصيدة وصف جمال القدح والثناء على مهارة الحرفيين الذين أبدعوه في أرض بعيدة: “هذا القدح ذو رأس الكبش المصنوع من اليشب المهدى للإمبراطور هو نتاج نفيس… نُقِشَ بيد حرفيّ بارع… صُنِعَ بمهارة استثنائية، من أرقى المواد، وله ملمس لا يُضاهى، بحيث أن لا أحد في الصين يقتني مثله”.

قدح
شمال الهند، 1070-1090هـ/1660-1680م
يشب، ياقوت، ذهب، قاعدة فضية أضيفت لاحقاً
2.5 × 8.4 × 6.1 سم
مجموعة آل ثاني، ATC1061b