كرم ملكي

كرم ملكي

النقوش:

على بدن الوعاء، بخط الثلث:

“المقر العالى المو/لوى المالكى الأميرا/ى [كذا] الكبيرى العالمى العاملى/ الغازى المجاهدى المرابطى/ المثاغرى المؤيدى الذخرى العونى ا/لهمامى الملكى الصالحى”

في النقوش الدائرية داخل الحوافّ، بخط الثلث، تظهر تنويعات على الجملة التالية:

“المقر الكريم العالى المولوى المالكى العالمى العاملى”

يُعَدّ هذا الوعاء من أبرز الأشكال المملوكية وأكثرها شيوعاً، غير أنه يتميّز بحجمه الفريد الذي يجعله الأكبر من نوعه. وإضافةً إلى حجمه، يتميّز بجودة استثنائية في الصنع، حيث تزيّنه كتابات واضحة تمجّد الحاكم، ويزخر بنقوش دقيقة مرصّعة بالفضة والذهب، لأشكال مختلفة من الحيوانات والزهور واللفائف.

صُنع هذا الوعاء لبلاط أحد أبناء أقوى السلاطين المماليك، الناصر محمد بن قلاوون (حكم 693-694هـ/1293-1294م، 698-708هـ/1299-1309م، 709-741هـ/1310-1341م)، وقد استعمل اثنان من أبنائه لقب “الصالح” المنقوش على هذا الوعاء، وهما إسماعيل (حكم 743-746هـ/1342-1345م) وصالح (حكم 752-755هـ/1351-1354م). اتّسمت الفترة التي تَلَت وفاة السلطان الناصر باضطرابات سياسية واسعة، حيث سَعَت طبقة النبلاء المتصارعة إلى فرض نفوذها والسيطرة على الدولة عبر دعم مرشَّحيها للعرش. وخلال ثلاثة عشر عاماً، تَعاقَبَ تسعة سلاطين على الحكم، جميعهم من أبناء السلطان؛ ما جعل النبلاء والسلاطين يندفعون إلى تكليف تنفيذ أعمال فنية بديعة تعكس قوّتهم ورغبتهم في إثبات نفوذهم. كان آخر هؤلاء الإخوة هو السلطان حسن، الذي أمر بتشييد مسجد مهيب عند سفح قلعة القاهرة. ويُروى أنه كاد يعدل عن هذا المشروع، لولا خشيته من أن يقال أن سلطاناً مصرياً عجز عن إتمام مسجد وضع أُسُسه بيديه.

صُنع هذا الوعاء ليكون تحفةً تأسر الأعين؛ فهو الوعاء المملوكي الكبير الوحيد المعروف الذي طُلي نحاسه بطبقة رقيقة من الذهب؛ مما أضفى عليه مظهراً فاخراً متألّقاً يتباين برَوْعة مع الخلفية السوداء، من دون أن يغطّي بريقَ الفضة والذهب المرصَّع.

كرم ملكي
وعاء
مصر أو سوريا، 743-746هـ/1342-1345م أو 752-755هـ/1351-1354م
نحاس مطروق ومذهَّب؛ فضة وذهب ومادة سوداء مرصَّعة ومنقوشة، 31.9 × 77.7 × 77.7 سم
مؤسسة الفروسية للفنون، R-2073