زيَّنت هاتان الكسوتان فيما مضى الأعمدة والجدران الداخلية للكعبة المشرّفة. وعلى خلاف كسوة الكعبة الخارجية، التي كانت تُصنع في مصر وتُرسل سنوياً مع قافلة الحجيج، كانت الأستار المخصّصة لداخل الكعبة تُجدَّد على فترات، وأحياناً عند تولّي حاكم جديد.

ومنذ القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي على الأقل، كانت تُرسَل كسوة لا تقتصر على جدران الكعبة الداخلية فحسب، بل تشمل أيضاً الأعمدة الثلاثة الواقعة في وسط البناء، والتي أشار إليها سجل عثماني صدر في مستهل عهد السلطان سليم الثاني (حكم بين عامي 974-982هـ/1566-1574م) ذكر أنه قد نُقش فيها هذه الأسماء الشريفة الثلاثة: «حنّان، منّان، ديّان». ويلاحَظ أن كسوات الكعبة الداخلية منذ القرن الثامن عشر الميلادي – بما فيها هذه الكسوة – تضمنت أول اسمين من هذه الأسماء. 

ورغم أن نماذج القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي كانت تشابه الكسوة الخارجية في نمط النسيج والنقوش، إلا أن الكسوة الداخلية اكتسبت طابعاً خاصاً على مدار القرون الأربعة التالية. وكما يظهر في هذه القطعة، فقد تميَّزت بنمط متعرِّج أو متشعِّب باللون العاجي أو الأصفر على أرضية حمراء. ويزيِّن هذا النموذجَ أيضاً شريط ضيق من نص قرآني يحتوي على الآية 144 من سورة البقرة، والتي أمرت المؤمنين بالتوجّه إلى الكعبة كقبلة جديدة للصلاة.