لوحة نسيجية

مُخمَل بنقش بديع

يحمل المخمل على هذه اللوحة النسيجية البديعة نمط شينتاماني الشهير الذي يتألّف من خطّيْن متموّجيْن أسفل هرم مكوَّن من ثلاث دوائر. وقد أضفَت خيوط الفضة المغزولة على حرير عاجي اللون بريقاً فضياً على الدوائر، أما الخيوط المذهبة المغزولة مع الحرير أصفر اللون فمنحت الخطوط المتموّجة وَهَجاً ذهبياً.

كان الشينتاماني من التصاميم الأكثر تفضيلاً في البلاط العثماني. وفي العالم الإسلامي، خاصة في عهد التيموريين بآسيا الوسطى وإيران خلال القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، فُسِّرت الدوائر على أنها رُقَط نمر. وارتبط هذا التصميم مباشرة برداء الأبطال، مثل رستم، بطل الملحمة الفارسية “الشاهنامه”، الذي اعتمر خوذة من جلد النمر المرقّط وارتدى معطفاً من جلد البَبْر المخطّط. عُرف نمط شينتاماني منذ القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، وظهر على وسائط متنوعة وزيَّن أنواعاً مختلفة من المقتنيات، كالأوعية الخزفية والبلاط والمشغولات الخشبية المطعَّمة.

كانت بورصة، الواقعة في غرب الأناضول، مركزاً رئيسياً لصناعة النسيج العثماني، ومركزاً تجارياً عالمياً بارزاً لسوق الحرير الخام والمنسوجات المحلية. وكان المخمل المنسوج بخيوط معدنية ثمينة، والمعروف باسم “شاتما”، من أشهر منتجات بورصة، حيث استُخدم بشكل أساسي للأثاث، سواءً كأغطية للطاولات أو المقاعد أو كأنسجة جدارية، وحتى كأغطية وسائد. ولا تبرز أهمية هذه المنسوجات من خلال النماذج التي وصلتنا فحسب، بل تظهر أيضاً في سجلات البلاط ومُنَمْنَمات تلك الحقبة. وما زالت هذه اللوحة النسيجية تحتفظ بألوانها الزاهية ورونق مخملها الزغبي، مما يقدّم إضاءة فريدة عن ذروة الفخامة في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي.

لوحة نسيجية
بورصة، تركيا، النصف الثاني من القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي
حرير زَغِب، خيوط حرير مغزول بفضة وفضة مُذهَّبة
162 × 120 سم
مجموعة آل ثاني، ATC891