مؤسسة المَلِك – مدرسة الفنون التقليدية، هي إحدى أبرز مؤسسات المَلِك تشارلز الثالث الخيرية، وتهدف إلى تحقيق رؤيته في تعزيز مكانة القيم الكامنة في الفنون التقليدية في أرجاء العالم. وتقوم تعاليم المدرسة على أنّ فهم الفنون التقليدية يقترن بفهم النظام الطبيعي ومكانة الإنسان في رحابه.

تبوَّأت المؤسسة مكانة رائدة في مجال التعليم العالي القائم على الممارسة العملية، من خلال منح درجتي الماجستير والدكتوراة في المملكة المتحدة، إلى جانب برامج عامة للتعليم المفتوح وبرامج دولية. وقد تمكّنت المدرسة على مدار ثلاثين عاماً من توسيع نطاق أعمالها عبر مجموعة متنوعة من البرامج في أكثر من عشرين دولة، عملت من خلالها على تأسيس مراكز تعليمية دائمة في كلٍّ من مصر وأذربيجان والصين والمملكة العربية السعودية.

تُمثِّل نوافذ الروشان في بينالي الفنون الإسلامية 2025 استمرارية الفنون التقليدية القديمة، إذ تحوَّلت إلى حِرف معاصرة توظِّف الأنماط الهندسية، صممتها مجموعة من الطلبة والأساتذة الملتحقين ببرنامج دبلوم فنون البناء التقليدي والحرف اليدوية، والمقدم بالشراكة مع مؤسسة الملك- مدرسة الفنون التقليدية، مع المعهد الملكي للفنون التقليدية (وِرْث)، وحي البلد التاريخي بجدة.

نافذة روشان

تُعدّ التغطية الخشبية البارزة للنوافذ طابعاً مميزاً لعمارة المنازل في منطقة البحر الأحمر والخليج العربي. وفي الحجاز، تُسمى «روشان» – التي تعني المُشرِق بالفارسية – مما يُبرز دورها كمصدر للإنارة الداخلية والتهوية في المباني، ويسمح تصميمه المميز بالحفاظ على خصوصية ساكني المنزل؛ فلا يمكن الكشف عليهم من الخارج.

تُستخدم في هذه النوافذ تقنية المنجور التي تقوم على حفر أنماط هندسية متشابكة ومتداخلة على ألواح خشبية تتخللها مساحات مفرَّغة. ويتضمن تصميم هذا الروشان على وجه الخصوص، ثمانية ألواح خشبية زُخرفت بتقنية المنجور لتعكس أنماطاً هندسية مكونة من أزهار رباعية ونجوم ثمانية الرؤوس لتعزيز التناظر والتوازن عبر المساحات الواسعة المغطاة، ويمتد هذا التناغم الهندسي إلى جميع المناطق المطعّمة فوق النوافذ وتحتها.

قام بتصميم وتنفيذ هذا الروشان مجموعة طلبة من جدة، من المنتسبين إلى برنامج دبلوم فنون البناء التقليدي والحرف اليدوية، وتم إنتاج هذه القطعة بعد إجراء دراسة مكثفة للرواشين التاريخية في حي البلد بجدة، مع التركيز على أساليب البناء التقليدية ومبادئ التصميم لاستلهام محاكاة حديثة لهذا النموذج.