متحف الفن الإسلامي، الدوحة

افتُتح متحف الفن الإسلامي في الدوحة عام 2008؛ ليكون أحد المتاحف المتفرّدة في العالم المتخصّصة في الفن الإسلامي. مبنى المتحف من تصميم المعماري الشهير آي إم باي، ويمثّل اليوم أحد أبرز معالم العاصمة القطرية، ويحظى بشهرة عالمية اكتسبها من مقتنياته الفريدة التي تعود لحقبة ممتدّة على مدى 1400 سنة، تجسِّد فيها الإرث الفني للحضارة الإسلامية منذ القرن الأول إلى الخامس عشر الهجري/السابع إلى الحادي والعشرين الميلادي، وتعود لرقعة جغرافية واسعة من إسبانيا إلى الصين، وتشمل مخطوطات ومشغولات خزفية ومعدنية وزجاجية وعاجيّة وخشبية ونسيجية وأحجاراً كريمة.

أعاد المتحف مؤخّراً تنسيق قاعات عرض مجموعته الدائمة؛ لتعزيز الجانب التعليمي، وتقديم تجربة أكثر قرباً للزوار ومواكبة لمتطلّبات العصر. كما هدف المشروع إلى تقديم سياق أوسع للمقتنيات المعروضة ضمن تقسيمات بحسب الصنعة الفنية والحقب التاريخية والجوانب الثقافية والنطاقات الجغرافية؛ ليتحول المتحف بذلك إلى منارةٍ للمعرفة ومركزٍ يزخر بكنوز الفن الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، افتتح المتحف أقساماً خاصة عن الإسلام في جنوب وشرق آسيا، والتي تعيش جاليات كبيرة منها في قطر؛ وذلك بغرض التركيز على جوانب قلّما تتناولها مؤسسات أخرى.

بدأ التعاون بين متحف الفن الإسلامي ومؤسسة بينالي الدرعية مع إطلاق النسخة الافتتاحية من بينالي الفنون الإسلامية، وتأتي هذه الشراكة في إطار رؤية للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وقطر. تركّز مشاركة متحف الفن الإسلامي في هذه النسخة من البينالي، على مفهوم دلالة الأرقام في الإسلام، مثل: الرقم 99 المرتبط بعدد أسماء الله الحسنى.

طاسة تحمل نقوشاً

فوق الأشكال المزخرَفة:
سورة التوبة: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم (١٢٨) فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (١٢٩)
سورة الأعراف: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (٨٩)

على الحوافّ:
سورة البقرة: يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبّاً لله (١٦٥)
سورة العاديات: وإنه لحب الخير لشديد (٨)
سورة آل عمران: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب (١٤)
بدأ تصنيع أوعية معدنية تحمل مثل هذا النوع من النقوش في القرنين الخامس والسادس الهجريين/الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين في مصر وسوريا، ويُرجَّح أنها تعود إلى تقاليد إسلامية أقدم أو حتى من فترة ما قبل الإسلام، ثم انتشرت في بقاع أخرى من العالم الإسلامي.
يتضمَّن هذا النموذج نقشاً مكثّفاً لمجموعة أدعية وآيات قرآنية بخط موصول الأحرف. وتوجد داخل الأشكال المزخرَفة أسطر تحمل أرقاماً وأحرفاً متكررة، ويُحتمل أن سبب ذلك يعود إلى قيمتها العددية في نظام الأحرف «حساب الجُمّل» (أبجد هوز). يظهر على المركز المقبَّب الدائري للوعاء شكل شمس تصدر عنها أشعة. أما على الجانب الخارجي من الوعاء، فنُقشت رُصَيعات تمثِّل الأبراج الفلكية.

إيران، 903هـ/1497-1498م
نحاس، الارتفاع: 4 سم، القُطر: 14.7 سم
متحف الفن الإسلامي، متاحف قطر، الدوحة، MW.437.2007