متحف تاريخ العلوم، جامعة أكسفورد

تتمثّل رسالة متحف تاريخ العلوم، جامعة أكسفورد الذي تأسس عام 1342هـ/1924م، ويقع في أقدم مبنى متحف عام بالعالم، في «استكشاف الصلات بين الشعوب والعلوم والفن والإيمان». ومن أبرز الأعمال التي يضمّها المتحف، مجموعة لويس إيفانز المذهلة لأدوات قياس وضبط الوقت التي تعود إلى أوائل التاريخ الحديث لأوروبا والعالم الإسلامي. وتتميّز مقتنيات إيفانز بعدة جوانب مذهلة، ألا وهي حجمها الكبير؛ إذ تضم أكثر من 800 أداة، ودقّتها العالية؛ حيث تم توثيق الأدوات بالتاريخ واسم الصانع وظروف الإنتاج، وأهميّتها؛ لكونها تحفاً فنية تشتهر بتعقيد تصميمها وارتباطها بمالكين من كبار الأعيان، وشموليتها التي تمتد عبر الزمان، وتجمع بين العالمين الأوروبي والإسلامي.

في القرن الذي تلا تبرُّع لويس إيفانز بهذه المقتنيات، أصبح المتحف مركزاً رائداً لدراسة تاريخ العلوم في جامعة أكسفورد، ويضمُّ الآن مقتنيات لا مثيل لها من أوائل الأدوات الفلكية والحسابية، من أوروبا والعالم الإسلامي، فضلاً عن مقتنيات قيّمة واستثنائية من المجاهر والتلسكوبات. كما يحتفظ المتحف بقطع نادرة وفريدة من نوعها، من أبرزها «سبورة أينشتاين» التي تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار. وبفضل تفاعله واحتكاكه مع المجتمع المحلي؛ نال متحف تاريخ العلوم العديد من الجوائز؛ تقديراً لجهوده في توظيف القطع الأثرية لجمع الناس، وكشف العديد من السرديات التاريخية التي تقدّمها تلك القطع. وكمنصّة تُبرز قوة الثقافة المادية في تسليط الضوء على ما يوحّد المجتمعات بدلاً من تقسيمها، يُعَدُّ بينالي الفنون الإسلامية، وبالأخص «المدار»، شريكاً مميزاً لمتحف تاريخ العلوم.

أسطرلاب مزوَّد بتقويم مُسَنَّن وصور الأبراج مُرصَّعة حول الإطار

يُعَدُّ هذا الأسطرلاب المُبتكَر أقدم آلة مُسَنَّنة كاملة في العالم. وتُدير التروس تقويماً قمريّاً: نوافذ في الجزء العلوي من الخلف تعرض تغيُّر وجوه القمر ومنازله على مدار شهر كامل، بينما تشير النوافذ السفلية إلى حركة القمر (المُمثَّل بالنقطة الفضية) والشمس (المُمثَّلة بالنقطة الذهبية) على مدار عام. ويحمل النقش الموجود على ظهر الأسطرلاب دعوةً للقارئ: «اُنْظُرْ إلى فَلَكٍ يُريك عجائباً فيه تَبَيَّنُ حكمةَ الرحمنِ حَرَكاتُهُ شَتَّى بفَرْدِ مُحَرِّكٍ وله معاني فوق كل معاني». في هذا الابتكار التقني والزخرفة الرائعة، سعى محمد بن أبي بكر إلى تجسيد إبداع الخلق في صورة ملموسة، كظاهرة مُذهلة لا يمكن استيعابها بشكل كامل في تعقيدها المتناهي.

صنعه: محمد بن أبي بكر لحسن شاه
أصفهان، إيران، 618هـ/1221م
نحاس، نحاس مفضَّض، تطعيم بالفضة والذهب، 27.5 × 18.5 × 5 سم
متحف تاريخ العلوم، جامعة أكسفورد، 48213