يتخصّص متحف جاغديش وكاملا ميتال للفن الهندي في استعراض الفن التقليدي للهند، على مدار ألفي عام، من العصور القديمة وحتى الفترة الحديثة المبكرة. وقد اعتمد آل ميتال في تجميع مقتنياتهم الفنية على معيار وحيد، وهو الجاذبية الجمالية والجودة الفنية، دون التفريق بين الفترات الزمنية أو الأديان أو الأساليب الفنية، سواء كانت كلاسيكية أو شعبية. وانطلاقاً من هذا المبدأ؛ يضم المتحف أكثر من ألفيْ قطعة، من بينها عدد كبير من الأعمال التي يمكن تصنيفها ضمن فئة الفن الإسلامي، رغم أن المتحف لا يلتزم بأي تقسيم ديني لمقتنياته. شارك متحف ميتال منذ تأسيسه عام 1396هــ/1976م في معارض بارزة للفن الهندي، استضافتها مؤسسات مرموقة، مثل: متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، والمتحف الوطني في نيودلهي، ومتحف ريتبيرج في زيورخ. يشارك المتحف في «المدار» بهدف تعزيز التبادل الثقافي، والتفاعل مع المجتمع الدولي، واكتساب المعرفة، والإسهام في توسيع آفاق الفن الهندي.
استجابةً لموضوع الأرقام والرغبة في عكس جمال الطبيعة؛ اختار متحف ميتال أعمالاً معدنية مزخرفة بأنماط زهرية متداخلة، يتكرّر تصميمها بدقّة خوارزمية. وقد تم تعديل التكرار المنسَّق والبديع لنمط التزيين بحيث يلائم الأبعاد والأشكال المختلفة لكل قطعة. كما اختار المتحف المشاركة في «المدار» بمجموعة نماذج من فن الخط، تُظهِر براعة الخطاط في توظيف النِّسَب لتحقيق الاتساق والانسجام، بحيث تحدِّد هذه النِّسَب الرياضية حجم ودرجة تباعد الحروف ومكوِّنات النص الأخرى.
صينية
صُنعت هذه الصينية من سبيكة تجمع بين الزنك والنحاس بنِسَب دقيقة، ومسوَّدة بمزيج دقيق المقادير من نترات البوتاسيوم وكلوريد الأمونيوم؛ وهو ما يجعل تركيبتها وزخرفتها مرتبطيْن بعالَم الأرقام. كما تتجلّى الدقّة الرياضية على سطح الصينية بالتطعيم الفضي، حيث تعتمد الوحدات الزخرفية على الرقم 24، والمكوَّنة من 24 طيّة حول الحافّة إلى 24 زخرفة تحيط بالقاعدة والوردة المركزية، وجميعها مرتبطة بما مجموعه 24 شريطاً زهرياً.
تتألّق هذه التصميمات بترصيعها بالفضة والنحاس؛ مما يوجِد تبايُناً مذهلاً مع سطح الصينية الداكن، وهو أسلوب يحمل اسم «بيدار». تُعدّ هذه الصينية مثالاً بارزاً لهذا الأسلوب، وتضم ثلاثة أنواع متميّزة من الترصيع، فقد استُعملت في بعض أجزائها تقنية «تهنيشان»، حيث حُفر التصميم مع ترصيع بقِطع صغيرة من الفضة أو النحاس. وزُيِّنت أجزاء أخرى بتقنية «طرقاشي» الأكثر بساطةً، وذلك بواسطة أسلاك من فضة أو نحاس.
ومن أكثر التقنيات تعقيداً هنا «مهتابي» أو «شبه القمر»، حيث تبرز زخارف الأزهار باللون الأسود، بينما تُغطَّى الخلفية بالفضة، ويمكن ملاحظة استعمال هذه التقنية صعبة التنفيذ حول حافة الصينية وتقويرها (الجزء الواصل بين الحافة والقعر).
بيدار، الهند، النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي
سبيكة بيدارية مطعَّمة بالفضة والنحاس؛ الارتفاع: 4.5 سم، القُطر: 35.5 سم
بموجب إعارة من متحف جاغديش وكاملا ميتال للفن الهندي، حيدر أباد،
76.1227 ME.6