متحف سونوبودويو

يستمدّ متحف سونوبودويو اسمه من كلمتي «سونو» (مكان)، و»بودويو» (ثقافة) في اللغة الجاوية، ليعني «مكان الثقافة». تأسَّس المتحف عام 1353هـ/1935م، بجهود معهد جاوة خلال فترة الاستعمار الهولندي، ويقع في يوغياكارتا في إندونيسيا. يحتضن المتحف مجموعة مقتنيات تضمّ زهاء 63 ألف عمل فني وقطعة فنية من التراث الثقافي لمناطق جاوة ومادورا وبالي ولومبوك. وتتألّق ضمن مقتنياته روائع فنية تشهد على غنى التراث الثقافي الإسلامي في جاوة، إلى جانب فنون هندوسية وبوذية تعود لفترات أقدم. شهد المتحف في السنوات الأخيرة عمليات تجديد شملت استحداث مساحات عرض إضافية وإطلاق برامج تفاعلية للزوار؛ مما أهّله لنيل جائزة «بورواكالاغرها» الوطنية لمتاحف إندونيسيا عام 1441هـ/2020م؛ تكريماً لإنجازاته.

يتجسَّد في مسرح عرائس الظل الشهير في جاوة، تقليد فريد يروي قصص وتعاليم الدعاة التسعة الذين نشروا الإسلام في جاوة خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين/الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. يحمل الرقم تسعة مكانة خاصة في الموروث الشعبي المحلّي؛ إذ يرتبط برمزية تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام، حيث يشير إلى الاتجاهات الأربعة الأساسية للجزيرة والأربعة الفرعية ومعها المركز. يتجلّى هذا المفهوم في العرض، حيث تحيط ثماني قطع من قماش الباتيك (رمز اللانهاية) بالدمى، لتشكِّل مجتمعةً تسعة عناصر متكاملة تجسِّد الاتجاهات الكاملة في العالم المادي، كما تشير إلى فضل الدعاة التسعة.

مجموعة من الدمى

«ويانغ سادات» هو أحد أشكال مسرح «ويانغ كوليت» لعروض عرائس الظل، وتم إنشاؤه خصّيصاً لإيصال المبادئ الإسلامية والحفاظ على التقاليد الإسلامية في إندونيسيا. ابتكر هذا الفن سوريادي وارناسوكارجا، صانع الدمى المعروضة في «المدار»، في منطقة تروكوك بولاية كلاتين الإندونيسية عام 1405هـ/1985م، ويعرض من خلاله قصص وتعاليم الدعاة التسعة الذين نقلوا الإسلام إلى جزيرة جاوة. ويتصدّر هؤلاء سنان غريسيك، المعروف بالشيخ مولانا مالك إبراهيم، الذي هاجر من تركيا إلى جاوة عام 806هـ/1404م ويُعتبر الأب الروحي للدعاة التسعة. وقد قام ابنه، سنان أمبل، بدورٍ محوريٍّ في نشر الإسلام في مملكة ماجاباهيت. ويُذكر من الدعاة الآخرين سنان غونونغجاتي، الناشط في تشيربون بجاوة الغربية، وسنان جيري، مؤسس أول مملكة إسلامية في جاوة. ويظهر أيضاً «غونونغان»، وهو نمط زخرفي يضمّ شجرة ذات خمسة جذور تشير إلى أركان الإسلام، ومسجداً مصمّماً بنمط «تاجوج» المعماري (مربَّع هرمي) وبثلاثة أبواب تمثِّل الإيمان والإسلام والإحسان، وأعمدة على الجانبين تشير إلى القرآن الكريم والحديث الشريف.

تُرافَق عروض «ويانغ سادات» عادةً بفرقة موسيقية تُعرَف محلّيّاً باسم «غاميلان»، تتألّف من صنوج وطبل وزيلوفون، حيث يجلس الجمهور أمام شاشة نصف شفافة، ورغم زخرفة الدمى بتفاصيل دقيقة وألوان زاهية، إلا أن المتفرجين لا يرَون سوى ظلالها أحادية اللون.

تصميم: سوريادي وارناسوكارجا
كلاتين، جاوة الوسطى، إندونيسيا، 1405هـ/1985م
رَقّ جلد مع أصباغ، قرون جاموس، 42 × 16 سم
مجموعة متحف سونوبودويو، يوغياكارتا، إندونيسيا، 03.10.6.462، 03.10.6.466، 03.10.6.9526، 03.10.6.9511، 03.10.6.467، 03.10.6.473، 03.10.6.9521، 03.10.6.463، 03.10.6.472، 03.10.6.471