افتُتح متحف ولاية نوسا تينجارا الغربية في إندونيسيا عام 1402هـ/1982م، ويقع في العاصمة الإقليمية ماتارام في جزيرة لومبوك، وتضمّ مقتنياته نحو 8 آلاف عمل، تأتي في مقدمتها روائع من المشغولات المعدنية والخزفية والمنسوجات والمخطوطات المنسوخة على سَعَف النخيل. وتتميّز هذه المجموعة بكونها شاهداً على حضارات ثلاث مجموعات عِرْقيّة تعيش على جزيرتيْ لومبوك وسومباوا، وهي شعوب الساساك والساموا والمبوجو، إلى جانب جاليات مهاجرة من بالي استقرّت في المنطقة منذ زمن طويل. وتمتدّ التحف المعروضة عبر حِقَب متعدّدة، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ مروراً بالفترة الهندوسية والبوذية، ووصولاً إلى عهد الإسلام في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، عندما بدأ الفنانون بإعادة تفسير المفاهيم الجمالية ودمجها بما يتواءم مع قِيَم ومبادئ الثقافة الإسلامية.
وفي حين يرتكز التصور الإسلامي على مساهمة الجنسيْن بالتساوي في رفاهية الأسرة والمجتمع، كانت المجتمعات الأسترونيزية القديمة في نوسا تينجارا الغربية تؤمن بتكامل المجاليْن الذكوري والأنثوي في الحياة الإنسانية. وتتحد هذه المجالات في مناسبات اجتماعية معيَّنة، حيث يمكن التعبير عن هذا المفهوم برمز 1 + 1 = 2. وفي معروضات المتحف، يُمثَّل المجال الذكوري بالخناجر التي يستخدمها الرجال، بينما يُجسَّد المجال الأنثوي بالأزياء التي ترتديها النساء، ويلتقي المجالان في المركز بمقتنيات يستخدمها كلا الجنسيْن، مثل: مجموعة جوز التنبول، الشبيهة بالمجموعة الذهبية المشارِكة في «المدار»، والتي لطالما حظيت بمكانة مهمة خلال مفاوضات الزواج بين الزوج المُعرِس وعائلة العروس قبل الزفاف.
مجموعة أوعية وأداة تقطيع توابل جوز التنبول مع علبة
كان مضغ جوز التنبول في الماضي عنصراً محوريّاً في الثقافة الإندونيسية، وحظي بمكانة هامة في الحياة الاجتماعية، حيث مثّل وسيلة تواصل رمزية بين الجنسيْن خلال مفاوضات الزواج. وتكتسي هذه المجموعة بزخارف نباتية تجمع بين عناصر جمالية محلّية ولمسات مستوحاة من اتجاهات زخرفية عالمية كانت شائعة في القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي. ويعكس التباين بين الأسطح المزخرفة وغير المزخرفة على الوعاء المستطيل أسلوباً أصيلاً في المشغولات المعدنية المحلّية، فيما تشير الأسماك المصغَّرة ذات الذيلين، التي تتشكّل بين اللوحات الزهرية على غطاء وعاء الجير، إلى الإلمام بالأنماط الزخرفية السائدة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وتأتي العلبة المَطْليّة بالورنيش مكمِّلة للمجموعة، بزخارف صينية قد تكون مصنوعة من قِبل حرفيين صينيين مهاجرين استقرّوا في المنطقة أو في مكان آخر من الأرخبيل.
وخلال إعداد مجموعة جوز التنبول للعرض، تم اكتشاف معلومة تاريخية مثيرة، حيث وُجد نقش على قاعدة أحد الأوعية يوثِّق اسم مالكته، وهي سيدة من لومبوك تنتمي إلى طبقة الكهنة العليا من الهندوس في بالي؛ مما يشهد على عمق التبادل الثقافي والتسامح الديني في المنطقة.
لومبوك الغربية، إندونيسيا، القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي
فضة وذهب، أحجار شبه كريمة، صندوق خشبي مطلي بالورنيش، 11.2 × 25.8 × 15.2 سم
متحف ولاية نوسا تينجارا الغربية، ماتارام، 3646