مجموعة ديفيد

تأسَّست مجموعة ديفيد عام 1364هـ/1945م على يد المحامي ورجل الأعمال الدنماركي كريستيان لودفيغ ديفيد (1294-1379 هـ/1878-1960م)، الذي كان مولَعاً بجمع الأعمال الفنية. وقد بدأ اهتمامه بالفن الدنماركي من أواخر القرن الرابع عشر إلى أواسط القرن الخامس عشر الهجريين/القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، والفنون الزخرفية الأوروبية من القرنين الثاني عشر والثالث عشر الهجريين/السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وخاصةً الأعمال الخزفية. ومن هنا، نَمَتْ لديه رغبة كبيرة في اقتناء الخزف الإسلامي. قرّر ديفيد عام 1364هـ/1945م أن يترك مقتنياته الفنية ومنزله التاريخي الواقع في قلب كوبنهاغن كإرثٍ للأجيال القادمة. وبحلول عام 1366هـ/1947م، تم التبرع بالمقتنيات والمنزل لمؤسسة تحمل اسمه، مستفيدةً من دعم مالي مستدام، ولا تزال هذه المؤسسة الخاصة تُدير مجموعة ديفيد.

عند وفاة كريستيان لودفيغ ديفيد، كانت مجموعته من الفنون الإسلامية لا تزال محدودة نسبياً، إلا أنها سرعان ما أصبحت محور الاهتمام للمقتنيات الجديدة. وبفضل مقتنيات الفنون الإسلامية هذه؛ أصبحت مجموعة ديفيد اليوم المؤسسة الوحيدة من نوعها في الدنمارك، وتحوي أعمالاً فنية إسلامية من مختلف مناطق العالم الإسلامي، ومقدَّمة في معرض دائم. كما يُعتبَر الفن الإسلامي محور مجلة أكاديمية تحمل اسم «دورية مجموعة ديفيد». تشارك مجموعة ديفيد في «المدار» بعرض مجموعة أعمال استثنائية من مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وما يجمع هذه القطع، سواءً كانت من الأندلس في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي أو من الهند في القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي، هو توظيف التناظر كعنصر أساسي في زخرفتها.

مرآة

النقش
[الشريط الخارجي]:
عزّ لمولانا السلطان العالم العادل المؤيد المنصور الملك المعزّ نور الدنيا والدين ابي الفضل ارتق شاه بن الخضر بن ابراهيم بن ابي بكر بن قرا ارسلان بن داود بن سكمان بن ارتق نصير امير المؤمنين

يتّسم الجانب العاكس لهذه المرآة بالبساطة المعهودة، إلا أنّ ظهرها مغطّى بشرائط متتابعة من النقوش والزخارف البارزة متحدة المركز. تحمل هذه المرآة تصميماً صينياً، بحيث تُمسَك باليد أو تُعلّق بواسطة حزام يمر عبر الحلقة الموجودة في ظهرها. أما حجم المرآة المهيب ووزنها الثقيل، إلى جانب النقوش المَلَكية، فيشير إلى أنها تحمل دلالات معنوية.

يتضمّن النقش على الشريط الخارجي إهداءً إلى آخر حكام الأراتقة في خَرْبُوط بشرق الأناضول، أبي الفضل أرتق شاه (توفي بعد 631هـ/1234م)، ويذكر تفاصيل ألقابه. أما الشريط الأوسط، فيزدان بتجسيدات تصويرية لعلامات البروج السماوية، بينما يحتوي الشريط الثالث، الأصغر حجماً، على تماثيل نصفية صغيرة لكلٍّ من كوكب المشتري وزحل وعطارد والزهرة، بالإضافة إلى الشمس والقمر. ويتوسّطها نسر، ويحمل دلالة قديمة ارتبطت بالشمس في التقاليد اليونانية والشرقية القديمة.

كان حكام الأراتقة مولَعين بالفلسفة الكلاسيكية والميتافيزيا الإسلامية على حدٍّ سواء. إذ ما يظهر على المرآة يمنح طبقات إضافية من المعنى، فقد شبّه الغزالي (توفي عام 505هـ/1111م) القلب بمرآة مصقولة قادرة على عكس نور الحقيقة.

شرق الأناضول، تركيا، حوالي 627هـ/1230م
برونز، القُطر: 24 سم، الوزن: حوالي 2.3 كلغ
مجموعة ديفيد، 4/1996