مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – إثراء

مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي – إثراء هو تحفة معمارية ومنارة شامخة في سماء مدينة الظهران. يضم المبنى المغلف بأنابيب فولاذية خمسة مرافق تتوزع ما بين المكتبة والسينما والمسرح والقاعة الكبرى ومتحف مكون من أربع صالات عرض وبرج ممتد مخصص للمرافق التعليمية والمختبرات والاستوديوهات والمزيد، مع مختبرٍ للأفكار ومعرضٍ للطاقة. يُعد إثراء مركزًا ثقافيًا بارزًا ورائدًا، وهو منصة للمعارض والعروض الحية والمؤتمرات والسينما والفعاليات المسرحية ذات المستوى العالمي. وقد اختير مركز إثراء من قبل مجلة التايم كأفضل 100 وجهة حول العالم.

يكرِّس مركز إثراء نفسه لتعزيز الصناعة الإبداعية والثقافية في المملكة، بالإضافة إلى كونه نافذة بين الثقافات، فهو منصة عالمية للمواهب السعودية ومصدر للتجارب الدولية النوعية والمخصصة للجمهور المحلي. يتميز متحف إثراء بصالتي عرض مخصصتين للثقافة الإسلامية والسعودية. وقد تضمنت أحدث نسخة من مؤتمر الفن الإسلامي متحدثين دوليين مشهورين وورش عمل وعروض بصرية و11 معرضاً حول موضوع “في مديح الفنان الحرفي” – نظرة عميقة في المشهد المتطور في الفن الإسلامي ودعوة للحراك ودعم المهن الحرفية التقليدية.
تتمحور مقتنيات إثراء المعروضة هنا حول موضوع الوقف، الذي يمثِّل أحد المظاهر الإسلامية الفريدة للتكافل الاجتماعي الاقتصادي المرتبط بالمساجد والمؤسسات الإسلامية.

فرمان السلطان مصطفى الثالث بشأن الحجرة النبوية الشريفة

تُعدّ مهمة الحفاظ على الحرمين الشريفين من أسمى المسؤوليات التي تحمل أهمية دينية جليلة. ومنذ أواخر القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي وحتى القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي، أصبحت مهمة الإشراف على الأوقاف الخيرية للحرمين الشريفين تُسنَد عادةً إلى “قيزلر آغاسي” كبير الأغوات لدى الحاكم العثماني. أصدر السلطان مصطفى الثالث (حكم بين عامي 1171-1187هـ/1757-1774م) هذا الفرمان الذي عيّن بموجبه بشير آغا في هذا المنصب المهم؛ ليُشرف على أوقاف الحجرة النبوية الشريفة في المدينة المنورة. ويُبرِز النص المكتوب بخط الديواني في ستة أسطر واجبات بشير آغا بشكل دقيق، مع توضيح الترتيبات المالية المتعلّقة بالوقف.
كانت عائدات أراضٍ معيَّنة في مصر خلال الحكم العثماني تخصَّص لدعم مؤسسات خيرية عامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعلى امتداد مسارات الحج. وشملت هذه المؤسسات مساجد ومدارس دينية، بالإضافة إلى مدارس قرآن ومطابخ خيرية ومستشفيات وآبار. علاوةً على ذلك، كان لزاماً على العديد من القرى المصرية توفير القمح والشعير لتلبية احتياجات فقراء الحرمين. كما تولّى وكلاء كبير الأغوات مهمة تحصيل الإيرادات والحبوب من الأراضي الموقوفة. بينما تقع على عاتق مدير أوقاف الحرمين مسؤولية الحرص على وصول هذه الحبوب إلى الحرمين الشريفين ضمن قافلة الحج المصرية كل عام.

إسطنبول، تركيا، 1181هـ/1767م
حبر وذهب على ورق، 127 × 51 سم
مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي – إثراء، الظهران، 2019.0062