تأسَّس معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية، أكاديمية العلوم الأوزبكية في طشقند عام 1361هـ/1943م؛ ليكون منارةً علميةً عالميةً تعزِّز البحث الأكاديمي ونشر المعرفة. وتحتضن هذه المؤسسة مجموعة ضخمة من المخطوطات النادرة التي أُدرجت عام 1420هـ/2000م على سجل التراث الثقافي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). يقتني المعهد حوالي 26 ألف مخطوطة، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الكتب المنسوخة بالطباعة الحجرية والمطبوعة؛ مما يمنحه مكانةً محوريةً في دراسة تاريخ آسيا الوسطى والدول المجاورة (تركيا وإيران وأفغانستان وباكستان والهند والصين) والدول العربية، ويكشف عن روابط سياسية واقتصادية ودبلوماسية وثقافية جمعت بين هذه المناطق. تسلِّط المجموعة المعروضة في البينالي الضوءَ على الدور الذي قامت به أوزبكستان في إثراء الإرث العلمي الإسلامي، حيث برز من بين علمائها أبو الريحان البيروني، الذي قدّم إسهامات جليلة في مجالات التاريخ والعلوم والرياضيات، وكذلك الحاكم أولوغ بيك، الذي نبغ في علم الفلَك.

كتاب “التفهيم لأوائل صناعة التنجيم” للبيروني
استُكمِل تأليف كتاب “التفهيم لأوائل صناعة التنجيم” عام 420هـ/1029م، ويتناول طيفاً متنوعاً من المواضيع. ورغم ما يوحي به العنوان من اختصاص بعلم التنجيم، إلا أن الكتاب يتناول موضوعات أوسع، تشمل الرياضيات والفلك والجغرافيا، وأتى بصيغة أسئلة يقدِّم لها إجابات واضحة وشافية.
والكتاب من تأليف العلّامة أبي الرَّيحان البَيْرُوني (362-440هـ/973-1048م)، أحد أبرز أعلام الفكر والعلم في العالم الإسلامي. وُلد البيروني في خوارزم، التي تُعرَف اليوم بأوزبكستان، وخلَّف إرثاً علمياً ضخماً، إذ ألّف ما يزيد على 146 كتاباً في مختلف جوانب المعرفة، بدءاً من العلوم التجريبية إلى التاريخ والأديان.
تُسلِّط الصفحات المعروضة في المدار الضوء على شرح النظام الأبجدي، وهو نظام ترقيم استُعمل لدى الناطقين باللغة العربية، حيث تُستعمل الحروف العربية (بترتيب مختلف عن الترتيب حالياً) لتمثيل الأرقام. فيرمز الحرف “أ” إلى رقم 1، و”ب” إلى 2، وصولاً إلى 9 (ط). أما الأحرف التالية، فتمثِّل العشرات (10-90) والمئات (100-900) حتى تصل إلى الرقم 1000 (غ). ويُظهر الجدول في الصفحة اليسرى الحروف وقِيَمها العددية بأسمائها الفارسية.
يُرجَّح أن البيروني أنجز بشكل متزامن نسختيْن من كتاب “التفهيم” باللغتين العربية والفارسية، وتحتوي هذه المخطوطة
على النص الفارسي.
مهر 627 (التقويم الشمسي الإيراني)/أكتوبر 1249م
حبر أسود وأحمر على ورق، 21 × 16.5 سم
معهد أبي الريحان البيروني للدراسات الشرقية، أكاديمية العلوم الأوزبكية، 3423