معهد فالنسيا دي دون خوان

تأسّس معهد فالنسيا دي دون خوان في مدريد عام 1334هـ/1916م على يد الكونتيسة أديلا كروك إي غوثمان وزوجها، كمؤسسة خاصة لدراسة الفن الإسباني والحفاظ عليه داخل البلاد. تشمل مقتنيات المعهد قِطعاً أثرية وتاريخية وأعمالاً فنية زخرفية، بالإضافة إلى مكتبة أرشيفية؛ مما يجعله أحد أبرز المؤسسات الثقافية من نوعه في إسبانيا.

تتألّق ضمن مقتنياته مجموعة نادرة من المنسوجات الإسلامية التي تعود إلى مطلع العصر الأموي، بالإضافة إلى أعمال خزفية، تشمل مجموعة استثنائية من الخزف المصقول من مالَقة ومانيس. أما أندر هذه المقتنيات فهي «بلاطة فورتوني» التي تعود إلى القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، وهي واحدة من اثنتين فقط تحملان شعار بني نصر، بالإضافة إلى مجموعة من أقدم زهريات قصر الحمراء. إضافةً إلى ذلك، تشمل مقتنيات معهد فالنسيا دي دون خوان سجاجيد ذات أهمية تاريخية، تضمّ مجموعة بُسُط تعود للقرنين التاسع والعاشر الهجريين/الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وبُسُطاً فارسية شهيرة، إحداها من مجموعة «سانغوسكو»، وسجادة تتوسّطها رصيعة كبيرة، وسجادة «حديقة الجنة»، تعود جميعها إلى القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، هذا بالإضافة إلى أعمال عاجيّة، بما في ذلك إحدى القطع القليلة التي وصلتنا من ورش الخلافة في مدينة الزهراء خارج قرطبة وتعود لأواسط القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي.

ينضمّ المعهد إلى «المدار» بعرض مجموعة مختارة من روائع الفن الإسلامي يعود أصلها بشكل رئيس إلى غرناطة، والتي تجسِّد جماليات الهندسة كقيمة فنية عليا. ومصدر بعض هذه الأعمال الفنية هو قصر الحمراء ذاته، مثل: المحبرة المخرمة الفريدة من نوعها، والبلاطات الأرضية التي تحمل شعار بني نصر.

محبرة

تُعدُّ هذه المحبرة الاستثنائية من أندر القطع المتبقّية من عصر بني نصر، وهي تجسيد رائع لفن المشغولات المعدنية المخرمة من تلك الحقبة. وتتألّق المحبرة بأنماط هندسية تتناغم مع الكروم المتعرِّجة وسعف النخيل، بالإضافة إلى أنماط حبال ملتوية ونقوش. ومن المرجَّح أن تكون قد صُنعت في ورشة ملكية، وهو ما يفتح الباب أمام مقارنتها مع أعمال مماثلة مثل مصباح المسجد المخرَّم والمصنَّع بتكليف من حاكم بني نصر محمد الثالث (حكم بين عامي 701 و708هـ/1302 و1309م)، والمعروض حالياً في متحف الحمراء. تَظهر نقوش تزيِّن المحبرة في قسميْها العلوي والسفلي، ولم يتم فك رموزها بالكامل بعد. أما في القسم المركزي، فتتداخل دوائر يوجدها فيها نجوم ثمانيّة، ودوائر أخرى تحمل كلمة «بالله» المكتوبة بخط معكوس. أما الفتيل الحريري المنسوج فهو أصليّ، ويجسِّد براعة الحِرَف خلال فترة عصر بني نصر، و استُعمل لتعليق المحبرة من حِزام الكاتب.

تم اقتناء المحبرة من مستشفى دي لا كروث، الذي كان يقع في كويار بين سيغوفيا وبلد الوليد، قبل هدمه. ويُحتمل أن يكون مَن جَلَبَها إلى هذه المنشأة الطبية هو مؤسِّسها أغوستين داثا إي باسكيز (983-1067هـ/1576-1657م)، وهو قسّيس إسباني وشخصية مرموقة في المنطقة، حيث شغل منصب سكرتير لحاكم هابسبورغ فيليب الرابع، وقد يكون قد أبدى اهتماماً بهذه القطعة النفيسة التي يعود أصلها لغرناطة.

غرناطة، الأندلس، القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي
عُثر عليها في مستشفى دي لا كروث، كويار، إسبانيا
نحاس مطليّ بالذهب والفضة، نِلّ، نحاس أصفر، زركشة حريرية، 10.5 × 9 سم
معهد فالنسيا دي دون خوان، مدريد، 3075