تأسَّست مكتبة قطر الوطنية عام 1434هـ/2012م، كمركزٍ للتعلُّم والبحث والثقافة، وافتُتحت رسمياً عام 1394هـ/2018م، برعايةٍ كريمةٍ من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر. ومنذ ذلك الحين، اضطَّلعت المكتبة بدور حفظ التراث الثقافي لدولة قطر والمنطقة. وتقديراً لجهودها، تم تعيين المكتبة كمكتبٍ إقليميٍّ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومركز الترميم والحفظ الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات. ومنذ تأسيسها، التزمت المكتبة بتلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع من خلال سياسة الوصول المفتوح، وتكريسها لقيم العدالة والتنوع والشمولية وسهولة الوصول.
يُعتبر الحفاظ على التراث الإقليمي وتعزيزه بمثابة الهدف الأساسي للمكتبة، ويُعدُّ بينالي الفنون الإسلامية فرصةً لعرض إرث العلوم الإسلامية بالتعاون مع مؤسسات ثقافية رائدة. وتحت عنوان “فهم الكون من خلال الأعداد”، تسرد القطع المعروضة حكاية علماء الفلك المسلمين الذين رصدوا النجوم. وتبدأ القصة في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي مع العالم عبدالرحمن الصوفي الذي بنى على أعمال بطليموس، ليقدِّم أول خارطة نجمية مصورة في التاريخ، وتستمر مع أولوغ بيك ومرصده من القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي في سمرقند. وتُلقي هذه الرواية الضوء أيضاً على إسهامات العلماء المسلمين في مجالات الرياضيات والهندسة، ضمن سياق التبادل العلمي بين أوروبا والعالم الإسلامي، استمر عبر القرون، وعبر مراحل متعددة من الترجمة.

أرجوزة في الكواكب (قصيدة عن النجوم)
«أرجوزة في الكواكب»، هي منظومة على بحر الرَّجَز ألَّفها أحد أبناء عالم الفلك الشهير عبدالرحمن الصوفي (توفي عام 376هـ/986م)، ويُعتقَد أنَّ اسمه كان أبا علي بن أبي حسين الصوفي، وهذا هو العمل الوحيد المتبقي له، ويُرجَّح أنه ألَّفها في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، في مدينة الريّ بإيران. تتألف الأرجوزة من حوالي 500 بيت تصف النجوم والكواكب، وتستمدّ إلى حدٍّ كبيرٍ من مؤلَّفات والده، وخاصةً كتاب «صور الكواكب الثابتة». وتحتوي المخطوطة على 42 رسماً للأبراج في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، بالإضافة إلى الأبراج الفلكية. ويظهر هنا رسم لكوكبة القوس، مصورة كقنطور يحمل قوساً وسهماً، مستوحًى من التقاليد القديمة. ويصف النص التقاليد البطلمية الكلاسيكية والتقاليد البدوية العربية في تسمية النجوم وتصويرها، وهي ميزة أساسية في عمل الصوفي. ومع ذلك، تخلو الأرجوزة من الإشارات إلى مواقع النجوم التي وردت في كتاب الصوفي الأصلي، وتعيد صياغة محتواه في أبيات مُقفَّاة وجيزة؛ مما يُسهِّل على الطلاب حفظ المعلومات، لكنها تبقى أقل فائدةً من العمل الأصلي.
أبو علي بن أبي حسين الصوفي
تركيا (على الأرجح)، القرنان الثاني عشر – الثالث عشر الهجريان/الثامن عشر – التاسع عشر الميلاديان
حبر وذهب على ورق، غلاف جلدي، 33 ورقة، 21 × 13.5 سم
مكتبة قطر الوطنية، HC.MS.2017.0061