نسخة ذات قيمة تاريخية من القرآن الكريم

نسخة ذات قيمة تاريخية من القرآن الكريم

تعود هذه المخطوطة من القرآن الكريم إلى نهاية العهد العباسي، حيث زخر بالاضطرابات السياسية في ظل اجتياح المغول القادمين من الشرق للعالم الإسلامي عام 656هـ/1258م. ومع ذلك، لم يُفلح هذا الحكم الجديد غير المسلم على الأراضي الإسلامية في كبح مسيرة تطوّر الخط العربي التي انطلقت قبل ذلك بقرون.

تحمل خاتمة المخطوطة توثيقاً لاسم كاتبها وتاريخ كتابتها؛ حيث ورد فيها: “كتبها أضعف عباد الله تعالى وأحوجهم إلى غفرانه وعفوه وإحسانه ياقوت المستعصمي في شوال سنة إحدى وستين وستمائة [هجري /أغسطس – سبتمبر 1263م].” ويُعَدّ ياقوت (توفي عام 697هـ/1298م) من أبرز الخطاطين في الإسلام؛ إذ لم يكتفِ بإتقان الأقلام الستة الأساسية، بل أدخل عليها إصلاحات نوعية، خاصةً في خطَّي النسخ والثُّلث المستخدَمَيْن في هذه المخطوطة القرآنية. كما درَّب ستة طلاب، نقلوا لاحقاً تعاليمه إلى أجيال متعاقبة حتى يومنا هذا. ولَطالما كانت أعماله موضع تقدير شديد لدى الحكام والمقتنين، حتى أن الكثير من الأعمال التي قدَّمها أتباعه نُسبت إليه. يتطابق أسلوب الخط والتذهيب في هذه المخطوطة القرآنية مع مدرسة ياقوت، وبالتالي يمكن نسبتها إلى بغداد خلال حياته وما بعدها.

وكما هو حال العديد من المخطوطات المنسوبة لياقوت، فقد حظيت هذه المخطوطة بتقدير بالغ عبر القرون؛ مما استدعى ترميمها وإعادة تجليدها بعد مضي عدة قرون. ويبرُز التذهيب في الصفحات الافتتاحية، بما فيها الصفحتان اللّتان تضمّان السورة الأولى والآيات الافتتاحية من السورة الثانية، بأسلوب زخرفي يعكس استخداماً واسعاً للحبر الأزرق الداكن والأسود؛ مما يُشير إلى تزيين أُضيف في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي، ربما في بخارى؛ ليُضفي مزيداً من الروعة على هذه المخطوطة المتفرّدة.

نسخة ذات قيمة تاريخية من القرآن الكريم
مخطوطة قرآنية
بغداد، العراق، أواخر القرن الثالث عشر – مطلع الرابع عشر الميلادي (الخط)، إيران، القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي (التجليد، التذهيب الافتتاحي، إعادة التجميع)

منسوبة إلى ياقوت المستعصمي
ورق، حبر، أصباغ كتيمة، ذهب، جلد، 25.6 × 18 × 3.5 سم (عند الإغلاق)
مؤسسة الفروسية للفنون، R-8027