وجه محارب

وجه محارب

النقش:
“لا إله إلا الله محمد رسول الله”

يُعَدّ هذا القناع الحربي النحاسي نادراً جدّاً؛ مما يجعله فريداً من نوعه. ونظراً لأن النحاس أثقل وأطرى من الفولاذ؛ فإنه لم يكن صالحاً للاستعمال في القتال، بل صُنع على الأرجح لأغراض الاستعراض؛ حيث يُضفي بريقُ النحاس الذهبي المزدان بالفضة أثراً بصرياً ساحراً. ويتميّز القناع بتصميم مُنمَّق، حيث تغطّي سلسلة من التموّجات منطقة الفم، مع وجود ثقوب تسمح بالتنفس. أما الحواجب فقد زُيِّنت بشكل مماثل، عبر تناوُب بين أخاديد غير مزخرفة وأخرى مزخرفة، فيما أتت فتحتا العينين بشكليْن سداسيّيْن محاطيْن بحدود بارزة. تتماثل هذه العناصر الزخرفية على الأجزاء المخطَّطة من القناع مع تفاصيل أوعية نحاسية كبيرة من العهد الصفوي، لا سيما حوامل المشاعل، كالنموذج البارز من مؤسسة الفروسية للفنون والمعروض بالجوار. وكان القناع في الأصل مصحوباً بخوذة ومتصلاً بها عبر مفصل ظاهر في أعلاه.

وفي وسط الجبهة، نُقشت الشهادتان، كتعبيرٍ صريحٍ عن الإيمان يمنح مرتدي القناع الشجاعة والثبات، ويُنظَر إليه باعتباره وسيلة إيمانية معنوية.

خلال حقبة ما قبل الإسلام، استخدمت الجيوش الفارسية والرومانية الخوذات المقنَّعة في أرجاء ما أصبح الآن العالم الإسلامي. كما تَظهر هذه الخوذات بوضوح في الرسوم والمخطوطات التي تصوّر المحاربين عقب الزحف المغولي مطلع القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. ومع ذلك، فإن عدد النماذج الأصلية التي صمدت حتى يومنا هذا لا يتجاوز العشرة.

وجه محارب
قناع حربي
إيران، أواخر القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي
نحاس، فضة، 23.4 × 15.6 × 9 سم
مؤسسة الفروسية للفنون، R-747