وعاء شرب “أعجوبة الزمان”

وعاء شرب “أعجوبة الزمان”

النقش:

“اللهم افتح أبواب الدولة والسعادة والفتوحة العصيّة (ربما الغشيّة) في كل يوم على وجه أمير صاحب كران امير تيمور گوركان في شهور سنة ثمانمئة”

يُعَدّ هذا الوعاء، الذي يحمل ألقاب أحد أعظم القادة في التاريخ الإسلامي، ذا أهمية استثنائية، ليس فقط بصفته وعاءً ملكياً، بل باعتباره أقدم قطعة محفورة من اليشب ومؤرّخة بوضوح في العالم الإسلامي. لطالما اعتَبرت الشعوب التركية – المغولية حجر اليشب “حجر النصر” منذ القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي، ومع استمرار ارتباطه بالقوة والمكانة، فقد يكون اختيار هذه المادة لوعاء ملكي تيموري تعبيراً عن إحياء للتراث المغولي.

عُرِفَ تيمور (حكم بين عامي 771-807هـ/1370-1405م)، أبو السلالة التيمورية، بتقديره الشديد لليشب، إذ أمرَ بإحضار ثلاث كتل كبيرة منه، لم يصل منها خلال حياته سوى واحدة . أما الحجر الأخضر الداكن لهذا الوعاء، فهو يشبه حجر اليشب المستخدم في القطع التيمورية المبكّرة، بما في ذلك شاهد قبر تيمور، المصنوع من كتلة ضخمة من اليشب، أحضرها حفيده أولوغ بيك (حكم بين عامي 850-852هـ/1447-1449م) إلى العاصمة التيمورية سمرقند.

يتميّز النقش المحفور داخل الوعاء بأناقة ودقّة متناهيتيْن، ويتضمّن دعاءً لله بالازدهار والنصر القريب، وهو ما يتَّسق تماماً مع التاريخ المذكور، والمتزامن مع استعدادات تيمور لغزو الهند، والذي انتهى بالسيطرة على دلهي ونهبها عام 801هـ/1398م. ويُلقَّب تيمور في النقش بلقب “كوركان”، المستمَدّ من الكلمة المغولية “كورغان” (صِهر)، تأكيداً على صلته العائلية بجنكيز خان. جرت العادة أن تُصنَع الأوعية بهذا الشكل من المعدن، وتُزيَّن بنصوص يُعتقَد أنها تجلب الحماية، في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي. ومن المرجَّح أن هذا الوعاء البديع كان يستخدم لطلب الحماية لتيمور من المخاطر التي يتهيّأ لمواجهتها في حملته المقبلة.

وعاء شرب “أعجوبة الزمان”
وعاء
يحمل اسم وألقاب تيمور
إيران أو آسيا الوسطى، 800هـ/1397-1398م
يشب، القُطر: 12 سم
مؤسسة الفروسية للفنون، R-4002