أركانجيلو ساسولينو

وُلد عام 1967 في فيتشنزا، إيطاليا، حيث يعيش ويعمل

تمثِّل السرعة والضغط والجاذبية والتسارع والحرارة أبرز موضوعات الممارسة الفنية لأركانجيلو ساسولينو، حيث يسعى من خلالها إلى اختبار الحدود القصوى لمقاومة المواد. أعماله الفنية هي نتاج بحوث معمَّقة في الفيزياء والميكانيكا والتكنولوجيا؛ مما يؤدّي إلى ابتكار أجهزة أدائية تولِّد حالات من التوتر، والجمود، وعدم القدرة على التنبُّؤ، بل وحتى الخطر. يعتمد ساسولينو في عمله على تنشيط المواد الصناعية بطرق تكشف عن التناقضات الداخلية والقوى المتعارضة، والتي غالباً ما تهدِّد بالانهيار. مَثَّلَ ساسولينو مالطا في الدورة التاسعة والخمسين من بينالي البندقية عام 2022. وأقام معارض فردية بارزة في مؤسّسات عالمية، مثل: متحف الفن المعاصر في سانت لويس (2016)، وجمعية فرانكفورت للفنون (2016)، ومتحف الفن المعاصر في روما (2011)، وZ33 في هاسيلت (2010)، وقصر طوكيو في باريس (2008).

ذاكرة الصيرورة

يتكوَّن هذا التركيب الفني من قرص فولاذي كبير يدور ببطء ودون توقّف، مجسِّداً التوازن الدقيق لقوى الحياة وحتمية التحوّل. ينظِّم القرص، المغطَّى بزيت صناعي عالي اللزوجة، حركة متأرجحة بين الاستقرار والانهيار. وبقوة الجاذبية؛ يتقاطر الزيت عن آخره بشكل تدريجي وغير منتظم.

يتفاعل الجمهور مع العمل الفني من خلال الأوصاف العاكسة للزيت الصناعي، الذي يُشبِه سطحه البحر الهائج. ويعكس سواد الزيت دلالة مزدوَجة، فهو يدلّ على امتصاص الضوء للَّون، كما يرمز في المقابل إلى التحولات المستمرّة في الحياة. يجسِّد العمل الصراع مع حتمية الزوال، كما يذكِّر بالطبيعة المتحوِّلة للمخلوقات. يُدخِل العملُ المُشاهدَ في حالةٍ من الترقُّب، حيث يُدرك أن أيَّ اضطراب يحدُث قد يؤدّي إلى تفكّكٍ جسيمٍ.