آصف خان
وُلد عام 1979 في لندن، المملكة المتحدة، حيث يعيش ويعمل
بصفته معمارياً وفناناً مُتعدّد التخصُّصات، يجمعُ آصف خان بين فنون البناء وتصميم المناظر الطبيعية والتركيبات الفنية والأعمال المادية، مستلهماً إبداعاته من عمق التجارب الحسية والتبادل الثقافي والتمازج بين الماضي والمستقبل. ينظر آصف خان إلى كل مشروع على أنَّه «جسر يقود إلى عالم جديد وذات متجددة». وقد عُرِضَت أعماله في العديد من الدول، من بريطانيا إلى اليابان وكوريا. وتشمل مشاريعه الحالية متحف طريق البخور في العُلا وتجديد مركز باربيكان للفنون. ومُنِح وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE) تكريماً لإسهاماته في مجال العمارة (2017)، كما حاز الجائزة الكبرى للابتكار من مهرجان كان ليونز (2014)، وجائزة FX للمساهمة البارزة في العمارة (2024). وتتناول أعماله الأفكار الجمالية العالمية، وتستكشف لغات إبداعية جديدة من خلال ما يسميه «إعادة وصل الفن بالعلم».
مصحف الزجاج
“يتناول هذا العمل الفني القرآن الكريم باعتباره مصدراً للنور. واستلهاماً من قوله تعالى: «نورٌ على نورٍ» (سورة النور: الآية 35)؛ يصوِّر «مصحف الزجاج» النص القرآني متجاوزاً ظاهر الحبر والورق، ليكون مَظهراً للهداية والنور. تلتقط الصفحات الزجاجية النور وتعكسه فيما بين الإنسان والكون. أرجو من خلال هذا التركيب الشفّاف أن تتلقّى كل كلمة في القرآن الكريم النور في الوقت نفسه وبشكلٍ مستمر؛ ليتحوَّل العمل إلى مخزن للنور وناقلٍ له، فيظهر القرآن كأنه النور المنبثق من مشكاة الخلق ماديّاً ومجازيّاً.
يتألَّف هذا العمل من 604 صفحات زجاجية، كلٌّ منها مَطْليّة يدويّاً بذهب عيار 24 قيراطاً بخط الخطّاط عثمان طه. هدفي من خلال هذا العمل هو تقديم القرآن الكريم في شكلٍ ماديٍّ يتجاوز مقياس البشر للزمن، وهو الإحساس الذي راودني منذ أن رأيت المصحف الأزرق لأول مرة. الزجاج والذهب كلاهما من المواد المستخرَجة من باطن الأرض، ومع ذلك تمتلكان خصائص كونية. ومن خلال حركة النور، أنا مهتمّ بكيفية ربط الوجوديْن المادي واللامادي.
يرمز الزجاج برقّته ونعومته إلى لطافة الوحي والمسؤولية المُلقاة على عاتق البشرية في الحفاظ عليه، فيما يمثِّل النور طريقاً أبديّاً للمعرفة عبر الزمان والمكان. من خلال هذا العمل، يلتقي الفن مع العلم والبحث الإيماني، وآمل أن يشكِّل هذا العمل وسيلةً للوصول إلى جوهر القرآن الكريم الذي يتجاوز الحدود الثقافية واللغوية. يدعو «مصحف الزجاج» كل من يتأمّله إلى النفوذ إلى ما يتجاوز حدود الشكل والماديّة، واستشعار خلود المعجزة القرآنية والصلة بالله عزّ وجلّ، في ظلّ سعي البشرية نحو المعرفة والإدراك”.
– آصف خان
آصف خان
مصحف الزجاج
2025
604 صفحات زجاجية من سيليكات الألومنيوم، ذهب 24 قيراط
30 × 22 × 6 سم، أكثر من 77 ألف كلمة
بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية لصالح بينالي الفنون الإسلامية 2025