تحمل النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية عنوان “وَمَا بَيْنَهُمَا”، وهي آية قرآنية وردت أكثر من عشرين مرة، وغالباً ما تسبقها كلمتا “السماوات والأرض”، في إشارة إلى شمولية خلق الله عز وجل وإحاطته بكل ما بينهما. يستعرض هذا العنوان السُبُل التي نتأمل من خلالها عظمة الخلق الإلهي ونقر بها، عبر قلوبنا وأفكارنا وأعمالنا.
يضمُّ بينالي الفنون الإسلامية لعام 2025 أكثر من 500 قطعة أثرية تاريخية، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 عملاً فنياً معاصراً، موزعة على مناطق استكشافية مترابطة.
تجمع المنطقة الأولى، بعنوان “البداية”، بين عنصرين مقدّسين لدى المسلمين، ألا وهما كلمة الله عز وجلّ وبيت الله الحرام، وكلاهما يدعو للتأمُّل في ماهية القداسة ومعانيها، متجاوزاً حدود الماديات إلى جوهر الروحانية.
تُسلط المنطقة الثانية، التي تأتي بعنوان “المدار”، الضوءَ على مبادرةٍ تهدفُ إلى تعزيز أواصر التعاون والحوار بين المؤسسات والأفراد على المستويين المحلي والعالمي. وتضمُّ هذه المنطقة أكثر من 250 قطعة فنية مقدمة من 30 مؤسسة شريكة تمثل أكثر من 20 دولة، مع تركيزٍ خاص على إبراز الدور المحوري للأرقام في الفنون والثقافة الإسلامية.
وتحتفي منطقة “المقتني” بإسهاماتٍ مميزة في فهم الحضارة الإسلامية من خلال مجموعتين بارزتين من المقتنيات. فمجموعة آل ثاني، التي أسَّسها الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، تُعرَف بشغفها بالفنون الحرفية الدقيقة والمواد الثمينة، مع تركيز خاص على الأعمال المزدانة بالجواهر. أمَّا مجموعة الفروسية للفنون، التي أسَّسها رفعت مدحت شيخ الأرض، فتتميز بإبداعاتها المعدنية الفريدة، خاصة تلك المرتبطة بفنون الفروسية.
في المساحات المفتوحة خارج قاعات العرض، وتحت الخيام المتناغمة التي تميّز تصميم صالة الحجاج الغربية، تعرض منطقة “المظلة” أعمالاً تركيبية فنية معاصرة، أُنجز العديد منها بتكليفٍ خاص لفنانين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه. وتستوحي هذه الأعمال أشكال وفلسفات الحديقة الإسلامية التقليدية، رمز الجنة ومكان التقاء البعد السماوي بالأرضي، وتتناول قضايا لها علاقة بالمجتمع، والترميم، والإلهام، والمعرفة، في سياق أسئلة معاصرة ملحّة، تشمل إنصاف التواريخ المهمشة والبحث عن سبل مستقبل مستدام للبشرية والحياة جمعاء.
وختاماً، يضمُّ البينالي جناحين مخصصين بشكلٍ دائم لمكة المكرمة والمدينة المنورة.
يعكس جناح مكة المكرمة التفاعل الفريد بين مركزية مكة وشموليتها، عبر عرض مقتنيات تاريخية مرتبطة بالكعبة المشرفة، وصور وأفلام قديمة نادرة، إلى جانب عمل تركيبي فني معاصر.
أمَّا جناح المدينة المنورة، فيُبرز الإرث الوضَّاء للمدينة المنورة، بما في ذلك مجموعة من المنسوجات المطرزة بالذهب التي لم تُعرض من قبل، ويُجسّد تصميمه دفء أجواء المدينة المنورة.
أهلاً وسهلاً بكم، ونتمنى لكم رحلة ممتعة في رحاب بينالي الفنون الإسلامية!