هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعْتَصِمُوا۟ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلَىٰكُمْ ۖ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ
سورة الحج (الآية 78)
تستدعي عظمة الله جلّ جلاله من الإنسان التواضع، والذي يمثّل جوهر الإسلام ومعناه الأسمى؛ حيث اشتُقَّ الإسلام من معنى الاستسلام والانقياد. ومن أسمى صور هذا التواضع هو ما يكون من تذلّله بين يديْ مولاه في صلاته كل يوم وليلة، سواءً أكانت فرديةً أم جماعيةً، حيث يُظهِر العبد تسليمه التام لله بالسجود بين يديه، تلك الهيئة التي تمثّل ذروة العبادة، إذ لا وليّ للمؤمنين سوى الله سبحانه وتعالى، فهو لهم نعم المولى ونعم النصير.
وعلى الرغم من كون الصلاة شعيرة خفيّة بين العبد وربه، وتُؤدَّى في إسرار وخشوع، إلا أنها تجمع بين الأفراد في عبادة جماعية تعزِّز روح الأخوّة الإسلامية؛ فهي رابطة كبرى تتجاوز حدود المصلّين الذين يتراصّون جنباً إلى جنب، لتوحِّد بين قلوب الملايين من المسلمين في مختلف أنحاء العالم الذين يتوجّهون إلى القبلة في وقت واحد.
يتّجه عمل نور جعودة نحو مكة المكرمة، حيث تسعى من خلال تركيبها الفني إلى تسليط الضوء على دلالات هيئات الصلاة. ويتكوّن العمل من ثلاثة منسوجات ملفوفة تمثِّل بعض الأركان الهيئات الأساسية للصلاة وهي: الركوع والسجود والجلوس. تشير الأبواب المعدنية المعلّقة في التركيب إلى وجهة المصلّي نحو السماء، بينما تعبِّر الأقمشة البالية عن افتقار العبد بين يديْ مولاه وضعفه ونقصه البشري.
يتكوَّن عمل حياة أسامة من لَفِيفَة متشابكة من أقمشة متعدّدة، تظهر في شكل قوسٍ ضخم. ويعكس هذا العمل الفني روح التلاحم والعادات المتماسكة التي ميِّز الحي المكتظّ بالسكان حيث تعيش الفنانة في الرياض، حيث تشغل الأقمشة مكانة محورية في الحياة اليومية. وفي بُعده الرمزي، يشير العمل إلى الترابط العميق بين المجتمعات الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة.
وتتجلّى فكرة الجماعة بشكلٍ أعمق في عمل «نَفَس» لسعيد جبعان، الذي يوظِّف خيوطاً ذهبية تتماوج صعوداً وهبوطاً في حركة متناغمة، أشبه بتنفُّس جماعي ينبض بالحياة. وبهذا الإيقاع المتناغم، يحتفي العمل بفكرة أن العبادة الإسلامية تتجاوز حدود اللغات واللهجات.