ميزاب الرحمة
وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَكٗا
سورة ق، الآية 9
وصف الله سبحانه وتعالى المطر الذي ينزّله بأنه “مبارك”؛ ومن هنا جاء اسم هذا الميزاب الذي يتدفّق من خلاله الماء النازل من سطح الكعبة المشرّفة، حيث يُعرَف باسم “ميزاب الرحمة”.
يقوم هذا الميزاب بتصريف المياه التي تتجمّع على السطح المستوي للكعبة المشرّفة، ويوجّهها بعيداً عن الجدران نحو حِجْر إسماعيل الذي يقع أسفلها، وهو جدار نصف دائري مقابل الجدار الشمالي الغربي للكعبة، يُعرَف بالحَطيم. وقد تكون هذه المياه إما من الأمطار أو فائض المياه الناتجة عن مراسم غسل الكعبة، بمزيج من ماء الورد والماء المبارك من بئر زمزم.
يعود أقدم تأريخ لوجود الميزاب إلى الوقت الذي أضافت فيه قريش السقف إلى الكعبة، ومنذ عام 91هـ/709-710م، جرت العادة بتزيين الميزاب بلوحات من الذهب أو تغطيته بالذهب. ويحتوي هذا الميزاب على لوحات من الذهب الخالص مثبتة على إطار من خشب الساج المبطّن بالرصاص، وقد صُمِّمت الأشواك المدبَّبة عليه؛ لمنع الطيور من الجلوس عليه وتلويث المياه.
أمر السلطان عبدالمجيد الأول ببناء هذا الميزاب عام 1273هـ/1856-1857م؛ ليحل محل ميزاب سابق وُضع قبل نحو 250 عاماً.
تكشف وثيقة عُثر عليها مؤخراً بأن الخطاط هو عبدالله الزهدي، الذي كان مسؤولاً عن النقوش على جدار المحراب في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
ميزاب الكعبة
إسطنبول، تركيا
1273هـ/1856-1857م
تخطيط: عبدالله زهدي، بتفويض من السلطان عبدالمجيد الأول
تم تركيبه على الكعبة المشرّفة عام 1276هـ/1859-1860م
خشب الساج، ذهب، رصاص
الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين