نور جعودة

وُلدت عام 1997 في القاهرة، مصر، حيث تعيش وتعمل بينها وبين لندن، المملكة المتحدة

نور جعودة فنانة ليبية، تتميَّز بشغفها بتصنيع المنسوجات المصبوغة يدويّاً ببطء، وتحتفي بعدم القدرة على التنبّؤ بالأصباغ العضوية. تعتمد أعمالها الفنية على جمع الأصباغ الطبيعية والأقمشة وما تعثر عليه من منسوجاتها وتركيباتها الليفية. تتمحور أعمالها حول مواضيع انتشال الذات وإعادة بنائها، وميوعة الهوية والحيرة الناشئة من الاضمحلال وإعادة البناء وضعف الانتماء والتجديد. تحمل نور درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من كلية روسكين للفنون بجامعة أكسفورد (2018)، ودرجة الماجستير في الرسم من الكلية الملكية للفنون في لندن (2021). عرضت نور أعمالها مؤخّراً في مركز موكو مونبلييه للفن المعاصر (2024)، والمعرض الفني الدولي الستين في بينالي البندقية (2024).

قبل السماء الأخيرة

يتناول هذا التركيب الفني، الموجَّه نحو مكة المكرمة، هيئات الصلاة، عبر  ثلاثة منسوجات ملفوفة تمثِّل الركوع، والسجود، والجلوس. تشير هذه المنسوجات الثلاثة إلى أثر سجّادات الصلاة المتنقِّلة في تحويل البقعة العادية التي تغطّيها من الأرض إلى مساحة مقدَّسة؛ لتصبح بمثابة جسر يصل بين العالميْن المادي والروحي. وتوجد بجانب هذه المنسوجات بوابات معدنية معلَّقة تمتدّ نحو السماء، مستوحاة من تصاميم الزخارف التي تعلو جدران المساجد؛ في إشارة إلى الحدود الرقيقة التي تصل الأرض بالسماء. يجسِّد العمل حالة الخضوع والاستسلام؛ عبر استخدام خامات بسيطة بمقاييس عالية.

إن الطابع الهشّ للمنسوجات المصبوغة يدويّاً وما تحتويه من فراغات وخطوط عشوائية يدعو إلى التأمّل في ضعف الإنسان ونقصانه وفنائه. تُتيح هذه المنسوجات فرصةً للتفكّر في الذات، مركِّزة على سجّادة الصلاة كمكان معظَّم، وعلى أوقات الصلاة كزمان معظَّم. وبكونها مساحة متنقّلة تُجعَل بين الأرض والمصلّي؛ تُضفي سجّادة الصلاة بُعداً روحيّاً محدوداً في زمنه، لكنه خالد في معناه.