Mount of the Black Stone

هدية من السماء

يُحيط بالحجر الأسود في الكعبة المشرّفة طوق فضي وُضع للحفاظ على أحد أقدس الآثار الإسلامية: الحجر الأسود، الذي ورد في السنّة الشريفة أن الله عز وجل أنزله من الجنة إلى الأرض. وعلى مرّ العصور الإسلامية وتعاقُب الأجيال، حافظ هذا الطوق القوي على استقرار الحجر الأسود بالكعبة المشرّفة؛ بحيث تيسّر للطائفين حول البيت استلامه وتقبيله؛ باعتباره مظهراً لتجديد صلة العباد بالله عز وجل.

ليس الحجر الأسود مجرَّد حجر كغيره، بل هو حجر اختصّه الله تعالى بمزايا وفضائل جليلة، فقد تشرَّف باستلام النبي محمد له وتقبيله، وسَنَّ لأمّته استلامه وتقبيله أثناء الطواف بالكعبة المشرَّفة. وورد في الآثار أن الحجر الأسود نزل من الجنة، حيث أتى به جبريلُ عليه السلام نبيَّ الله إبراهيمَ عليه السلام ليضعه في مكانه من البيت. يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرَّفة، وهو نقطة بداية ونهاية الطواف حول الكعبة.

بعد أن تعرَّض الحجر الأسود للتلف في حريق عام 64هـ/648م، أرسى عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما (توفي عام 72-73هـ/691-692م) تقليداً بحمايته بإطار فضّي. وعلى مرّ العصور، تعرَّض الحجر الأسود -الذي كان في الأصل قطعة واحدة- للتكسُّر والتفتُّت في بعض جوانبه، فاعتنى الحكام والمحسنون باستبدال وتقوية إطاره؛ حفاظاً عليه وعلى استقراره في موضعه. 

تمّ تركيب هذا الإطار من الفضّة الخالصة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (حكم بين عامي  1402–1426هـ/1982–2005م) رحمه الله، ضمن أعمال الترميم الكبرى للكعبة المشرّفة عام 1417هـ/1996م.

يمين:
إطار من الفضة للحجر الأسود
مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية
(على الأرجح)
1417هـ/1996م
بتكليف من جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله
فضة، 75 × 77.5 سم
الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين

 

أعلى:
الملك عبدالعزيز يُقبِّل الحجر الأسود عام 1357هـ /1938م.
بإذنٍ من دارة الملك عبدالعزيز.