دخول بيت الله الحرام
كان تعظيم الكعبة المشرّفة وصون أمنها على مرّ العصور من أَولى الأولويات. فمنذ عهد ما قبل الإسلام، رفعت قريش باب الكعبة أكثر من مترين عن مستوى المطاف؛ مما استدعى استخدام دَرَج للوصول إليه، وأصبح من التقليد أن يُجهَّز الدرج بعجلاتٍ ليسهل تخزينه قريباً من الكعبة ونقله إليها عند الحاجة. وهذا الدرج المعروض يُعَدّ هدية قدَّمها أحد حكام جنوب الهند للكعبة الشريفة في ثلاثينيات القرن الثالث عشر الهجري/عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادي.
لطالما حظي كبار الشخصيات بشرف الدخول إلى الكعبة المشرّفة، إلا أنَّه منذ القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، سُمِحَ لعامة الناس بالدخول إليها في أيام محدّدة من العام، واستمرّ هذا التقليد حتى القرن الماضي. وقد أتاح درج واسع متحرّك، يُعرَف بالمَدْرَج، تنظيم عملية الدخول، كما أضحى رمزاً سياسياً يعزِّز مكانة المحسن الذي أهداه للكعبة.

أمر بتصنيع هذا المَدْرَج، الذي يبلغ طوله نحو خمسة أمتار وارتفاعه أربعة أمتار، حاكم سلطنة كارناتيك في جنوب الهند، أعظم جاه بهادر ولاجاه الرابع، المعروف أيضاً باسم محمد منور خان بهادر (حكم بين عامي 1234-1240هـ/1819-1825م). وقام بصنع الدرج سيد صبغة الله في بلاط حاكم تشيباك في الهند، وتميّز بزخارف متقنة مستوحاة من الطراز الباروكي، تعكس إعجاب الحاكم بالتصاميم الإنجليزية.
تولّت شركة الهند الشرقية نقل الدرج، حيث قامت بتعبئته وشحنه على متن السفينة «هولي لتشمي» من تشيباك إلى جدة عبر مومباي عام 1242هـ/1826م، مصحوباً بهدايا لأعيان مكة المكرمة وصدقات للفقراء.
ومنذ عام 1297هـ/1880م، بدأ استخدام هذا المدرج إلى جانب مدرجٍ آخر أهداه حاكم رامبور في الهند، كلب علي خان (حكم بين عامي 1282-1304هـ/1865-1887م)، وكان مُفضَّضاً. خُصِّص مدرج أعظم جاه بهادر لأيام فتح باب الكعبة للرجال، بينما استُخدم مدرج كلب علي خان لزوّار الكعبة من النساء. وبحلول عام 1364-1365هـ/1945-1946م، تدهورت حالة مدرج كلب
علي خان وتم تفكيكه.
يسار:
صعود جلالة الملك سعود الدَرَجَ التاريخي
أثناء تدشين الكسوة الجديدة.
الصفحة التالية:
سلّم الكعبة (مدرج)
تشيبوك، الهند
1240هـ/1824-1825م
صنَعَه: سيد صبغة الله، بأمر من: اعظم جاه بهادر
ولاجاه الرابع
خشب ساج، حديد، نحاس، فولاذ،
نحاس أصفر، ذهب، أبنوس،
362 × 235 × 481 سم
الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمي