ينتج إل أناتسوي أعماله الفنية باستخدام مواد يعثر عليها وأدوات من حياتنا اليومية، وتهدف أعماله التركيبية إلى مواجهة الموروث الاستعماري في الاعتماد على الاستيراد والإفراط في الاستهلاك وإلقاء النفايات. تخصَّص إل أناتسوي في الفنون في جامعة كوامي نكروما للعلوم والتكنولوجيا في غانا، واتّسعت شهرته بعد إنتاجه أعمالاً كبيرة الحجم باستخدام أغطية العبوات. حاز الفنان على جائزة الأسد الذهبي في فئة الإنجاز مدى الحياة من بينالي البندقية عام 2015. وعلى الرغم من أن عمله الفني عبارة عن إعادة توظيف للمواد المهملة، مثل: أغطية العبوات وآلات بَشْر نبات الكاسافا، إلا أن براعته البصرية تنعكس في أسلوبه الساحر في تحويل هذه المواد إلى منحوتات تشبه نسيجاً بالغ الدقة والاحترافية. أمضى أناتسوي أربعة عقود في تدريس فن النحت في قسم الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة نيجيريا في مدينة نسوكا، وهو عضو في مجموعة فناني نوسكا التي تهدف إلى تبنّي التصاميم التقليدية والتجريدية لشعب الإيغبو وإدخالها في أعمال الفن المعاصر. 

يأخذ العمل التركيبي “لوغاريتمية لوغوليغي” عنوانه من قصيدة للشاعر الغاني أتوكوي أوكاي، وهو صديق راحل للفنان. استخدم أوكاي كلمة (لوغوليغي، أي: “أفعواني/مراوغ” بلغة غا النيجيرية-الكونغولية)؛ في إشارة إلى البيروقراطية التي تلتفّ كالأفعى حول جسد النظام السياسي، لدرجة أن هذا النظام أصبح بمثابة معادلة رياضية يصعب حلّها. يتألّف هذا الهيكل الذي يشبه المتاهة من أقمشة مطرّزة بأختام أغطية العبوات، ومعلّقة على أنابيب من الألمنيوم تشكّل ممرات تتّسم بالشفافية والعَتَمة في آن واحد. هذه “الجدران” لا تحدِّد المكان بقدر ما تمثِّل مجموعة من الاحتمالات المكانية المتغيرة، والتي تتعدّى حدود ما يسمّيه أناتسوي “الشكل المتحوّر”.

ويُعَدُّ عمله الفني “ديتسي” (2008-2021) مثالاً على الأعمال التركيبية التي تعتمد بكثرة على الأيدي العاملة، والتي عادةً ما ينفّذها العمال المحلّيون أو مساعدو الاستديو. هذا العمل الذي يبلغ طوله ثمانية أمتار تطلَّب ثلاثة عشر عاماً لإكماله، وتضمّنت مراحل عمله تحويل أغطية العبوات إلى قطع مسطّحة، ومن ثَمَّ قصّها ولفّها وخياطتها بأسلاك نحاسية لتشكِّل نسيجاً متماسكاً. وتستجيب أعمال أناتسوي لمساعيه نحو الحرية الفنية وتعدّد الأشكال الإبداعية، ولهذا، فإنها تتّخذ شكلاً متغيراً حين نقلها من موقع إلى آخر، ويتم تعليقها بطريقة مختلفة في كل مرة. تجسِّد هذه القدرة العالية على التكيّف اهتمامه بالسياق الذي يعرض فيه العمل الفني، وسعيه لإبراز قابلية التقاليد الجمالية الأفريقية على العمل ضمن سياق الفن التجريدي المتعارف عليه عالميّاً.