SAMMY BALOJI

Born 1978 in Lubumbashi, Democratic Republic of the Congo, lives and works in Lubumbashi and Brussels, Belgium

English Audio Guide
Arabic Audio Guide

Aequare: the Future that Never Was

2023

Sammy Baloji is a photographer and filmmaker who documents the long shadow of extractive colonialism. The Democratic Republic of the Congo officially gained its independence from Belgium in 1960, but in many ways the linked exploitation of its people and the environment never ended. Through diptychs, collage, and other juxtaposition techniques, he highlights how the brutalities of direct rule morphed seamlessly into economic imperialism. These effects are particularly felt in the mineral-rich mining stronghold of Katanga, Baloji’s native region, whose cultural, industrial, and architectural inheritance is at the heart of his practice. In 2008, he co-founded the Lubumbashi Biennale.

Blending Belgian newsreels from the 1940s and 1950s with present-day footage, Baloji’s video Aequare: the Future that Never Was (2023) depicts an agricultural research center in colonial and post-colonial times and makes clear just how much has remained the same over the decades. The National Institute for Agronomic Study of the Belgian Congo was established in 1933 to leverage scientific research in modernizing Indigenous agrarian practices. The colonizers wanted to make Congolese land, already showing signs of soil depletion from overcultivation, even more productive, profitable. They wanted, as a voice-over near the end of the film suggests, to tame and civilize the land, along with its people—and simultaneously frame this as a humanitarian service.

Since then, the center has been nationalized and changed its name, but land, like people, bears witness to the ravages of empire. The European scientists and their families are gone; now local children play in the same pools, presently empty and overgrown, while laboratories sit unused. The evidence of decline is everywhere: vehicles and once meticulously maintained archives are rusty and musty—one can smell the dust through the screen—but every new frame feels like a perfect match cut, so strong is the sense of continuity. Despite the colonizers’ best attempts to clear the rainforest for cash crops, it has grown back. All the life that remained out of frame in the propaganda reels is now in view, from teeming insects to river fish and local residents. Everything remains calm and lush and beautiful.

سامي بالوجي

من مواليد 1978 في مدينة لوبومباشي بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويعيش ويعمل بين لوبومباشي والعاصمة البلجيكية بروكسل

2023

سامي بالوجي هو مصور فوتوغرافي ومخرج أفلام، تتركّز أعماله الفنية على توثيق الآثار المستمرة للاستعمار الذي كان هدفه المحوري هو استغلال الموارد الطبيعية للبلاد. فعلى الرغم من حصول جمهورية الكونغو الديمقراطية على استقلالها عن بلجيكا رسمياً عام 1960، إلا أن الممارسات الاستغلالية التي تعرّض لها شعبها وبيئتها لم تتوقف أبداً في كثير من النواحي. ومن خلال لوحاته المزدوجة، وفن الكولاج، وغيرها من التقنيات الفنية التي تتيح للفنان عرض صورتين متناقضتين جنباً إلى جنب، يسلِّط بالوجي الضوء على تحوّل الحكم الاستعماري المباشر بكل وحشيته إلى وجه آخر هو الإمبريالية الاقتصادية. تَظهر هذه التأثيرات بشكل بارز جداً في مسقط رأس بالوجي، منطقة كاتانغا الغنية بالمعادن، والتي يستوحي بالوجي الكثير من أعماله الفنية من تراثها الثقافي والصناعي والعمراني. جدير بالذكر أن بالوجي شارك في عام 2008 في تأسيس بينالي لوبومباشي.

عبر المزج بين مقاطع إخبارية بلجيكية من أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ولقطات من زمننا الحاضر، يصور فيديو بالوجي “لتحقيق التعادل: المستقبل الذي لم يكن” (2023) مركزاً للأبحاث الزراعية في زمن الاستعمار وما بعد الاستعمار، ويوضح كيف بقي المركز على حاله على مَرّ العقود، حيث تأسّس المعهد الوطني للدراسات الزراعية في الكونغو البلجيكية في عام 1933 للاستفادة من البحث العلمي في تحديث الممارسات الزراعية لسكان البلاد، إذ أراد المستعمرون جعل الأراضي الكونغولية، التي تظهر عليها بالفعل علامات استنزاف التربة بسبب الزراعة الجائرة، زيادة مستويات الإنتاجية والربحية، كما أرادوا – حسب ما يقوله التعليق الصوتي في نهاية الفيديو – ترويض الأرض وحضارتها، جنباً إلى جنب مع شعبها. وكعادة الاستعمار، يتم تأطير كل ذلك في صورة خدمة إنسانية.

تم تأميم المركز وتغيير اسمه، إلا أن الأرض – كالناس – ظلّت شاهدة على ويلات الاستعمار. رحل العلماء الأوروبيون وعائلاتهم، والآن يلعب أطفال البلاد في نفس أحواض السباحة التي أصبحت فارغة ومتهالكة، كما ظلّت المختبرات مهملة. يظهر التراجع في كل زاوية من المكان: فالمركبات والأرشيفات التي حُفِظت بعناية فائقة في السابق أصبحت صدئة ومتهالكة، لدرجة أن المُشاهد يكاد يشم الغبار من خلال الشاشة، ويظهر كل مشهد جديد كما لو كان صورة مطابقة للواقع، وكأنه استحضار قوي لاستمرارية المشهد. وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلها المستعمرون لإزالة الغابات المطيرة لزراعة المحاصيل المُدِرّة للأموال، إلا أنها عاودت النمو. كل أشكال الحياة التي ظلّت خارج الصورة في الدعاية الاستعمارية أصبحت الآن ظاهرة للعيان، بدءاً من الحشرات وأسماك النهر بتنوّعها الكبير، ووصولاً إلى سكان البلاد. كل شيء بقي هادئاً ومُزهِراً وجميلاً.