طائر من الفردوس

طائر من الفردوس

تُعَدّ الأعمال كبيرة الحجم وثلاثية الأبعاد مثل هذا الإبريق، والتي تعود للعصور الوسطى في العالم الإسلامي، نادرة للغاية؛ إذ تقتصر معظم النماذج التي وصلتنا على قطع صغيرة تمثِّل حيوانات تُوظَّف كأطراف أو تيجان أو مخارج للمياه أو مقابض. ومع ذلك، عَرَف البلاط الملكي في تلك الحقبة منحوتات معدنية كبيرة؛ فقد أشار المؤرّخ المَقَّري إلى نافورة عظيمة في بلاط الأمويين بمدينة الزهراء في الأندلس، وكانت محاطة برؤوس حيوانات وطيور برونزية مذهَّبة. ونتيجة صَهر أغلب المنحوتات المعدنية بمرور الزمن؛ لم يصلنا إلا القليل منها.

يُعَدّ هذا الإبريق واحداً من ثلاثة أباريق طاووسية تتقاسم سمات مشتركة؛ إذ تحتوي جميعها على مقبض مطوَّق بأجنحة مزخرَفة، ينتهي برأس جانبي مسطَّح ذي عيون بارزة  بيضاوية الشكل، ويحاكي الرأس الأساسي، لكن من دون وجود عُرف الطائر. يُعتبر النموذج الموجود في متحف اللوفر بباريس، الأقدم، إذ يعود تاريخه إلى عام 350هـ/962م أو 361هـ/972م، ويحمل نقشاً كوفياً باسم الصانع: “عبد الملك النصراني”. كذلك، يحفظ متحف بيناكوتيكا الوطني في كالياري طاووساً آخر مشابهاً له. كان طاووس مؤسسة الفروسية للفنون منقوشاً في الأصل بتصاميم متعرّجة تحيط بوردة مركزية على شريط الصدر، غير أنّ هذه الوردة أُزيلت في وقت لاحق، ربما بعد صنعه بفترة وجيزة، واستُبدلت بصليبٍ بارز محفور. ورغم أنّ هذه الطيور نُقشَت أصلاً ضمن سياق إسلامي، فقد انتقلت لاحقاً لتصطبغ بصبغة مسيحية. وقد نَجَت من هذه الحقبة ثلاثة طيور برونزية إسلامية كبيرة أخرى، هي ديك وصقران، يحمل اثنان منها نقوشاً عربية على الصدر، وحُفظت جميعها ضمن مقتنيات مؤسسات كنسية مسيحية.

طائر من الفردوس
إبريق الطاووس
إسبانيا، القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي
برونز، مصبوب ومنقوش، 35.8 × 24.3 سم
مؤسسة الفروسية للفنون، R-2003